بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيلول 2019 12:17ص صرخة العجوز هل تهز ضمائر المسؤولين؟

حجم الخط
وجع الرجل المسن في ساحة رياض الصلح يُعبر عن أوجاع الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين وقعوا فريسة طغمة من أهل السياسة والمال، دفعهم شبقهم للسلطة والثروات الحرام إلى إستباحة المال العام، وإفقار الدولة والناس، دون أي خجل من العار!

الكلمات الواهنة التي خرجت من أعماق الرجل الكبير المتكئ على عصاه، وبالكاد يستطيع أن يمشي على قدميه، هي في الواقع صرخة غضب من شعب مغلوب على أمره، فَقَدَ زمام المبادرة، بعدما إستسلم لجلاديه، واكتفى بدور الضحية لسلطة لا يسمع رجالها أنين ناسهم، ولا يأبهون لغير مصالحهم، ولا يخافون من عقاب العدالة!

 وقفة هذا الرجل المريض تختصر حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من أمراض الفقر والإهمال، وتلوث الهواء والنفايات، وإفتقاد الكهرباء والمياه، والأمن على الطرقات، ولا يستطيع تأمين أقساط المدارس، ولا تغطية العلاجات في المستشفيات، والمحروم من أبسط ضمانات وخدمات سن الشيخوخة، في بلد يعيش فيه المسؤولون في أبراجهم العاجية، ويسافرون بالطائرات الخاصة، وينفقون الملايين في الفنادق والمنتجعات في رحلات المهمات الرسمية!

لعنات هذا الرجل الطيب على المسؤولين خرجت من قلب محروق على غياب أدنى مشاعر المسؤولية عند من يُفترض أنهم مسؤولين عن هذا الشعب المقهور، وملتزمين بتأمين مستلزمات الحياة الضرورية من علاج وإيواء وعناية إنسانية، لكبار السن على الأقل، الذين يعيشون بمستوى لا يليق بالحيوانات المدللة في بيوت أهل الحل والربط!

 صرخة العجوز الثمانيني هزت وجدان اللبنانيين الذين تعاطفوا معه على وسائل التواصل... ولكن هل ستجد الصدى المنشود في الدور والقصور، وتهز ضمائر المسؤولين؟