بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آب 2020 07:14ص صرخة مدوية ضد المكابرة والإنكار

حجم الخط
إستقالة الوزير ناصيف حتّي من وزارة الخارجية هي صرخة مدويّة ضد سياسة المكابرة والإنكار التي يمارسها الحكم في التعاطي مع الأزمات التي أطبقت على البلد، وأوصلت الدولة، ومعها السواد الأعظم من اللبنانيين، إلى الإفلاس لحد الإختناق.
 إختار الوزير المستقيل أن يرسم معالم المحنة التي يتخبط فيها الوطن، بكلمات صريحة وبسيطة ومباشرة، ولكنها تُعبّر عن مدى إستفحال الوجع الذي يُدمي قلب كل لبناني، على الحالة المتردية التي آلت إليها الأوضاع في لبنان، مع حكومة عاجزة عن التصدي للتحديات، وتعيش في أجواء إنجازات وهمية، لا وجود لها حتى على الورق.
 «نحن في نظام غني بالتحديات المصيرية، وفقير بالإرادات السديدة..،
«الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة..،
«لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة..،
«غياب رؤية للبنان وطناً حراً مستقلاً فاعلاً ومشعاً في بيئته العربية وفي العالم..،
«.. وغياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب..،
«على القيّمين على إدارة الدولة إعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الأولوية على كافة الإعتبارات والتباينات والإنقسامات والخصوصيات..، 
«المطلوب في عملية بناء الدولة عقولاً خلاقة ورؤيا واضحة ونوايا صادقة وثقافة مؤسسات وسيادة دولة القانون..،
«شاركت في هذه الحكومة عند رب عمل واحد هو لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة..،
«..إذا لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبناني وإنقاذه، فإن المركب سيغرق بالجميع».
هل هناك إدانة أوضح وأقوى من إعتراف وزير من الحكومة بحجم الفشل والعجز المهيمن على المعالجات المتعثرة للأزمات المالية والمعيشية في الداخل، والإصرار على الإبتعاد عن الأشقاء العرب والأصدقاء في الخارج.
ورغم كل ذلك يتحدث رئيس الحكومة عن الإنجازات، ويطالب رئيس الجمهورية بدعم مسيرة الإصلاح، التي لم تُبصر النور بعد!