بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 حزيران 2019 12:35ص صفقة القرن تحوّلت إلى صفعة العصر..!

حجم الخط
الأمة ما زالت بخير، رغم كل الفتن والاضطرابات التي تنهش شعوبها منذ سنوات، والتي خلفت هذه الحالة المريرة من التخبّط والضياع.

الأمة بألف خير، لأنها تجرأت وقالت لا لـ«صفقة القرن»، وحوّلتها بكل إباء وشمم إلى «صفعة العصر» لأصحابها، ولم تتجاوب مع لغة المليارات المهينة وتتخلى عن أرض فلسطين وشعبها مقابل حفنة من الدولارات.

لقد شذت الإدارة الأميركية الحالية عن سياسات البيت الأبيض التي اعتمدها الجمهوريون والديموقراطيون على مدى سبعة عقود من الزمن، التي حافظت على الحد الأدنى من مراعاة المواقف العربية الأساسية في الصراع العربي الإسرائيلي، رغم الانحياز الأميركي المعروف إلى جانب الدولة الصهيونية.

لم يُقدم أي رئيس أميركي على نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، ولم تعترف الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ ١٩٦٧ بضم الجولان السورية إلى سلطة الاحتلال، وبقيت المقترحات الأميركية للحلول السلمية تراعي، وبحدود مقبولة نسبياً، الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وكان آخرها خريطة بوش الابن التي عُرفت بمشروع الدولتين.

الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر الذي نجح في عقد أول اتفاقية سلام عربية - إسرائيلية في كمب دايفيد، حافظ على مقعد للفلسطينيين في المفاوضات بين مصر وإسرائيل. واستطاع الديموقراطي الآخر بيل كلينتون أن يجمع بين ياسر عرفات وإسحاق رابين ليوقعا أول اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أسفرت عن قيام السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة، تمهيداً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

الإدارة الأميركية الحالية، عبر صهر البيت الأبيض كوشنير، ضربت بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط، وتنكرت لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني، واستغلت واقع التشرذم والضعف العربي لتطرح خطة عدوانية بامتياز، تُفضي بتصفية القضية الفلسطينية، مقابل وعود وهمية بخمسين مليار دولار، لتمرير مخطط التوطين الخبيث، وتشتيت الشعب الفلسطيني في بقاع المعمورة بعيداً عن أرضه.

الأمة بألف خير. وجاء الرفض الكويتي أمس، وقبله الموقف السعودي الحاسم إلى جانب الشعب الفلسطيني، ليؤكدا أن «صفقة القرن» لن تمر، وأن القضية الفلسطينية باقية في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، ولو كره الكارهون من الأميركان والصهاينة.