بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الأول 2019 12:03ص طائفية النيران .. وحزبية خرطوم المياه!

حجم الخط
لم ندرِِ أن الشجرة في لبنان لها طائفة معينة، وأن حبة الرمل لها مذهب، وأن خرطوم المياه في الدفاع المدني ينتمي لحزب محدد، وأن رجال الإطفاء لا يعملون إلا وفق بوصلة سياسية معروفة!

 كلام النائب ماريو عون عن أن الحرائق لا تنشب إلا في المناطق المسيحية، كشف تفاهة بعض رجال السياسة، وفضح سطحية بعض الأحزاب والتيارات السياسية، التي تزايد ليل ونهار بالخطابات الشعبوية والتحريضية، وتدّعي آخر النهار أنها تعمل وتضحي وتتحمل من أجل الحفاظ على الوطن موحداً، ومن أجل بناء الدولة القادرة والقوية!

هل يُعقل أن يصل الإسفاف بأحد المحسوبين على نواب الأمة إلى درجة الكلام عن طائفية النيران، وعن مذهبية الأرض، وعن مناطقية المساحات الخضراء، والتي أصبحت كلها مهددة، بسبب قلة المسؤولية عند الأطراف المسؤولة التي يُفترض أن تكون مُتحسبة لمثل هذه الكوارث الطبيعية في موسم الحرائق، وتُعِد له ما نحن بحاجة إليه من معدات وتجهيزات تعتبر أكثر من ضرورية هذه الأيام، بعد إنتشار مباني الأبراج والبنايات الشاهقة في بيروت والعديد من المناطق اللبنانية الأخرى؟

 السلطة التي تلاحق وسائل الإعلام قضائياً، وتهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، إذا إنتقدوا أحد المسؤولين، وتتهمهم بإثارة النعرات الطائفية، في حال التعرض لإحدى المرجعيات الرسمية، ألا تستطيع أن تضع حداً لمثل هذه الترهات التي تفوه بها النائب ماريو عون، والتأكيد أن لا احد فوق القانون والمساءلة عندما يتعرض أمن البلد القومي للخطر، أو ضد كل من تسول له نفسه اللعب بالنيران الطائفية، ويضرب على الوتر المذهبي، كسباً لشعبوية زائلة، أو مزايدةً مع رفاقه الآخرين في الحظيرة السياسية نفسها!  

ماريو عون خسئت كلاماً، وسقطت ملاماً، وتستحق العقاب بأقسى الأحكام!