بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تشرين الثاني 2019 12:23ص طلاب الجامعات والمدارس الجانب المُشرِق للإنتفاضة

حجم الخط
جانب مشرق جديد للإنتفاضة برز في الأيام الأخيرة، من خلال مشاركة طلاب وطالبات المدارس وشباب وشابات الجامعات في الحراك اليومي المتنقل بين الإدارات والمؤسسات العامة، إستنكاراً لحالات الفساد المتفشية في دواوين الدولة.

أظهرت تظاهرات أجيال الغد، في مختلف المناطق اللبنانية، تصميماً صلباً على متابعة الثورة، والمثابرة لتحقيق أهدافها في تغيير الطبقة السياسية الحالية، ومكافحة الفساد  والهدر، وتصحيح التمثيل النيابي من خلال إنتخابات نيابية مبكرة، وفق قانون إنتخابي عصري يلبي طموح شباب وشابات الإنتفاضة.

 كلمات طلاب المدارس، بمن فيهم الصفوف الإبتدائية، تثير الدهشة بقوة المنطق وتسلسل الأفكار والنبرة الوطنية الصافية، والتي ترسم صورة لبنان الغد بألوانه التاريخية، التي جعلت من هذا البلد «وطن الرسالة»، بعيداً عن أساليب التجارة الطائفية الرخيصة، التي إمتهنها أهل السياسة الفاسدين.

طلاب وطالبات بعمر الورود حملوا حقائبهم المدرسية وداروا بها على مقر وزارة التربية، ومؤسسات تربوية تفوح منها روائح الإستغلال والفساد، في بيروت وطرابلس وصيدا وصور والنبطية، وفي زحلة وبعلبك والهرمل، وصولاً إلى قرى عكار ومروراً ببرجا والناعمة والذوق وجونيه وجبيل، وقرى المتن وكسروان، مخترقين بذلك كل الحواجز الطائفية والمناطقية.

لقد «أكتشف» جيل الشباب أن الهموم والقضايا التي تجمعهم على أرض الوطن، هي أكبر وأهم من الحساسيات الطائفية المفتعلة،  وتتجاوز الفروقات المناطقية المصطنعة، وعرفوا كيف ينسجون في الساحات علاقات عفوية ومتينة في ما بينهم خلال أيام معدودة، بعدما باعدت بينهم السياسة بأحزابها وبالخطابات الشعبوية لزعمائها الطائفيين.

هتافات فلذات أكبادنا ستتحول إلى صرخات مدوية في وجه المتاجرين بآلام الناس الغلابى، المحرومين من أبسط  حقوق المواطنة الطبيعية وما تعنيه من تعليم وإستشفاء وتقديمات إجتماعية للعائلات المحتاجة ، وضمان للشيخوخة، فضلاً عن الخدمات الأساسية من مياه صالحة للشرب، وكهرباء، وبيئة نظيفة وخالية من التلوث المائي والهوائي.

شباب لبنان وشاباته، حملوا مشعل الثورة على الطبقة السياسية الفاسدة، وواجهوا التحديات التي فشلنا نحن في التغلب عليها!