بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيلول 2018 12:05ص طيف الإمام الصدر في خطاب برّي..

حجم الخط
طيف الإمام موسى الصدر وفكره الإنمائي والوطني الشامل، كانا حاضرين بقوة في خطاب الرئيس نبيه برّي أمس في بعلبك، في ذكرى مرور أربعين عاماً على تغييب الإمام.
ما زلنا نذكر تلك الوقفات المميزة للإمام الصدر، وخطاباته النارية ضد الحرمان، ونظام الامتيازات، وما أفرزه من إهمال مُعيب للضواحي والأرياف، الأمر الذي أدّى إلى نشوء أحزمة البؤس حول بيروت والمدن الكبرى الأخرى.
حركة المحرومين التي أطلقها الصدر في مطلع السبعينات، لم تقتصر على أبناء طائفته، ولم تقف عند حدود القرى الجنوبية ومناطق بعلبك والهرمل، التي بقيت في عالم النسيان، طوال عهود الاستقلال.
تجربة الرئيس نبيه برّي في مجلس الجنوب، رغم كل ما يقال عنها، من هدر وغير هدر، فقد نجحت في إخراج كل مناطق الجنوب، نعم كل الجنوب، من دائرة التخلف والحرمان، حيث وصلت الأوتوسترادات إلى كل المدن الرئيسية، وتم بناء عشرات المدارس، وحفر مئات الآبار للمياه اللازمة للشرب وللري، وتشييد العديد من المستشفيات، ومراكز معالجة أصحاب الحاجات الخاصة، وبيوت الإيواء للمسنين، فضلاً عن تثبيت زراعة التبغ بأسعار مشجعة من قبل إدارة حصر التبغ والتنباك التي يتولاها أحد المقرّبين إليه، وكانت النتيجة بقاء المزارع الجنوبي في أرضه، وتوفير العيش الكريم له، من دون اضطراره للنزول إلى بيروت، أو إلى أي مدينة أخرى، سعياً وراء لقمة العيش.
نقل هذه التجربة إلى منطقتي بعلبك الهرمل في البقاع، وعكار والضنية والمنية في الشمال، عبر إنشاء مجلسين لأكثر المناطق حرماناً حالياً في لبنان، من شأنه أن يُساعد على معالجة المشاكل المزمنة التي يعاني منها ربع سكان لبنان في هاتين المنطقتين، اللتين يصنّف سكانهما بأنهم الأكثر فقراً في المجتمع اللبناني.
خريطة الطريق التي طرحها الرئيس برّي للنهوض بالمناطق المحرومة جريئة وطموحة، ولكن دونها تحديات جمّة، لا يمكن التغلب عليها إلا في حال توفّر إرادة صلبة للتخلص من البيئات الفقيرة التي تحوّلت إلى مناطق عصيّة على سلطة الدولة وأجهزتها الأمنية، وأوجدت المناخات المشجعة لسلوك التطرّف والعنف!