بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 آذار 2021 07:11ص على أبواب إنفجار أمني وفوضى..؟

حجم الخط
أجراس الإنذار تتوالى، وبعضها يصدح بأعلى الأصوات وأوضحها، ومع ذلك مازال أهل التعطيل على مواقفهم في عرقلة تأليف حكومة «إدارة أزمة»، بعدما أصبح الإنقاذ الفعلي مهمة شبه مستحيلة في بلد يركب حكامه أذناً من طين وأخرى من باطون مسلح!

إتصال وزير الخارجية الفرنسية لودريان بكل من الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري لإبلاغهم عن إحتمال إتخاذ عقوبات أوروبية بحق السياسيين الذين يُعطلون الولادة الحكومية منذ الإنفجار الزلزالي في مرفأ بيروت، إنذار جديد للمنظومة الحاكمة بضرورة مغادرة دوائر الفشل والأنانية والمصالح الخاصة، والعمل على إطلاق ورشة الإصلاح والإنقاذ، حتى يحصل الوطن المنكوب على المساعدات المالية الفورية للخروج من نفق الإفلاس وإستمرار الإنهيارات المتلاطمة.

 تغريدة الرئيس المكلف المختصرة، والمُعبرة جداً عن المخاطر المحدقة بالبلد وأهله، أعادت إلى ذاكرة اللبنانيين الكلمات الأخيرة التي سبقت إغتياله بأسابيع قليلة: إستودع الله هذا البلد الحبيب»، حيث قال الرئيس المكلف في تغريدته صباح أمس: الرسالة وصلت ... نسأل الله الرأفة باللبنانيين.

 كلمات الحريري القليلة أوجزت حجم الأخطار ليست المحدقة بالبلد فقط، بل تضمنت تلميحاً واضحاً للتهديدات المحيطة بأمنه الشخصي، في ظروف ليست بعيدة عن تلك التي أحاطت بأمن والده الشهيد عشية جريمة إغتياله.

 وفي ظل التدحرج المستمر في مستوى معيشة اللبنانيين، وخاصة ذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل والفقراء، تصبح التوقعات بفوضى أمنية إجتماعية أكثر واقعية يوماً بعد يوم، حيث يختلط الحابل بالنابل، وتسود شريعة الغاب، وتصبح الأجواء أكثر ملائمة أمام الطوابير الخامسة والسادسة لتنفيذ مخططات التخريب والإغتيال، تحت وابل من دخان الخلافات السياسية والحزبية المتفاقمة بين أهل الحكم، وإنتشار المجاعة والفاقة في صفوف الجماعات الأكثر عوزاً في المجتمع.

 مازالت عمليات وقف الإنحدار وإطلاق ورشة الإنقاذ ممكنة حتى الآن، شرط أن يستفيق المسؤولون من سباتهم، ويضعوا مناحراتهم الكيدية جانباً، ويضعوا مصلحة البلاد والعباد فوق منافعهم الشخصية والفئوية.

 فهل يصحو أهل القرار قبل فوات الأوان.. أم نحن على أبواب إنفجار أمني وفوضى عارمة؟