بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آب 2018 12:03ص عيد الجيش: عيد كل الوطن..

حجم الخط
عيد الجيش هو عيد كل لبناني أينما كان موجوداً، مقيماً على أرض الوطن، أم مغترباً في بلاد الانتشار، لأنه عيد الوطن، عيد العزة والكرامة، عيد الاستقلال والسيادة.
ليس هذا الكلام عاطفياً وإنشائياً، بقدر ما هو يجسد الواقع الذي يشعر به اللبناني تجاه جيشه الوطني، في ظل وضع سياسي متعثر وغير مستقر، ولا يوحي بالثقة بهذا الطاقم السياسي، الذي أوصل البلد إلى شفير الإفلاس، وما زال أطرافه يتناتشون ما تبقى من فتات الجبنة في خزينة الدولة!
ما عجز عنه السياسيون في تصليب الجبهة الداخلية، وتعزيز الانصهار الوطني بين الشباب اللبناني، تقوم به المؤسسة العسكرية بكل إقدام وشجاعة، جاعلة من وحدة الدم على أرض الوطن جسراً بين مختلف الأجيال المنضوية تحت راية الدفاع عن أمن الوطن والمواطن، يجمع بين أبناء الطوائف والمذاهب والمناطق في بوتقة وطنية وفريدة، في زمن يعتمد بعض السياسيين لغة الشحن الطائفي، والمزايدات المذهبية والحزبية، سبيلاً أعوج للزعامة والتحكم برقاب الناس!
ومن أبشع أخطاء تدخلات السياسيين في شؤون الجيش الوطني، كان التواطؤ على إلغاء نظام التجنيد الإجباري، الذي كان معتمداً بعد انتهاء الحرب البغيضة، بهدف تعزيز التقارب واللحمة بين شباب الوطن، بعد سنوات التقاتل المريرة، التي باعدت بين اللبنانيين، وأوجدت هوّة كبيرة بين الأجيال الشابة التي نشأت في زمن القنص والقتل على الهوية، وتقطيع أوصال التواصل بين اللبنانيين!
الجيش اللبناني أثبت كفاءة عالية ومقدرة متميزة في التصدّي لظاهرة الإرهاب التي عجزت عن مواجهتها جيوش وأجهزة أمن جرارة في دول كبيرة، وكان هذا الإنجاز من أبرز العوامل التي حاز فيها الجيش اللبناني على ثقة الدول الصديقة، التي بادرت إلى تقديم المساعدات بالسلاح والعتاد، في وقت ما زال أهل القرار السياسي يتحججون بعجز الخزينة لعدم توفير الأموال اللازمة لتأمين احتياجات جيشنا الباسل!
وكأن أموال الدولة وُجدت لتبقى حكراً على المشاريع المشبوهة، وبتصرّف أصحاب الصفقات المفضوحة!
في عيد الجيش، تحيّة وطنية كبيرة إلى جيشنا الباسل، ضباطاً وجنوداً، الأحياء منهم والشهداء!