بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الأول 2019 12:02ص قراءة أولية لنتائج إنتخابات المجلس الشرعي

حجم الخط
القراءة الأولية لنتائج إنتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، توحي بأن حالة التململ والغضب السائدة في أوساط أهل الجماعة بدأت تأخذ طريقها إلى العلن، خاصة في أوساط علماء الدين والمشايخ وخطباء المساجد، الذين حققوا خرقاً موجعاً، بإيصال الشيخ فؤاد زراد إلى عضوية المجلس، الأمر الذي لم يحصل في الإنتخابات السابقة.

 الواقع أن لوائح التوافقات السياسية تعرضت للإهتزاز والخرق في أكثر من منطقة، خاصة في بيروت ودوائر الشمال، مما يعني أحد أمرين، أو الأثنين معاً!

الأمر الأول، أن الإئتلاف في اللوائح كان ظاهرياً، ولم يصل إلى مستوى التضامن الفعلي بين المرشحين الممثلين للقوى السياسية، حيث آثار التشطيب كانت واضحة في أكثر من لائحة.

 الأمر الثاني، أن الناخبين، وخاصة العلماء والمشايخ وأئمة المساجد، أرادوا إيصال رسالة للمرجعيات الدينية والسياسية، تعبر عن رفضهم وسخطهم من تداعيات الواقع الذي يعانونه، مادياً ومعنوياً، وغياب المعالجات الجدية للخروج من هذه المعاناة المريرة، طالما أن الأوقاف الإسلامية تعاني من خلل فادح في الإدارة والإستثمار، ويُحرم رجال الدين والعاملين في مجال الدعوة وخدمة المساجد من عائداتها المفترضة، والتي كانت أيام العز والإدارات الناجحة تؤمن وفراً محترماً في ميزانيات الأوقاف ودوائر الفتوى، ويعزز تمويل الإستثمارات الوقفية في مختلف المجالات، خاصة العقارية في بيروت والمدن الرئيسية.

 على صعيد آخر، ثمة مَن لم يستغرب الإختراقات التي حصلت للوائح الإئتلافية، على إعتبار أن تركيب تلك اللوائح لم يأخذ بعين الإعتبار النتائج التي أفرزتها الإنتخابات النيابية الأخيرة، والتي تجاوزت ظاهرة التفرد والإحتكار في التمثيل، وأعادت الوضع إلى ما كان عليه من التعددية قبل مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.