بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2022 12:30ص كفى تنكيلاً بالعمال والموظفين

حجم الخط
من السجال المحتدم حول جلسة مجلس الوزراء لحكومة تصريف الأعمال، إلى القرارات المالية الجديدة، يؤكد المسؤولون في لبنان، مرة أخرى، أن البلد تحوّل إلى عصفورية، تدب فيها الفوضى، ويتفلّت المرضى من قيود الإنتظام، بسبب غياب الأطباء والممرضين، وإفتقاد المعالجات الناجعة لهم.
وفي ظل العجز الحالي عن تنفيذ أدنى المعالجات الملحة لوقف الإنحدارات المستمرة في مختلف القطاعات، بسبب عجز السلطة تارة، والخلافات والمزايدات التي تتحكم بمواقف أطرافها، تارات أخرى، يختلط الحابل بالنابل في البلد المتهاوي أصلاً، وتتفاقم المشاكل والأزمات المتراكمة. من المقاطعة المسيحية الحزبية لمجلس الوزراء اليوم، نتيجة المزايدات الشعبوية بين أكبر كتلتين مسيحيتين: التيار العوني والقوات اللبنانية، إلى فرمانات وزير المالية بملاحقة الموظفين المستفيدين من المساعدات الإجتماعية، والعلاوات الإستثنائية، لتحصيل الضرائب عليها بمفعول رجعي يبدأ من أول العام الحالي، والذي دخل في شهره الأخير!
وإذا كانت التنافسات السياسية التقليدية بين العونيين والقواتيين معروفة، ويمكن تفهم خلفياتها وأسبابها، يبقى من غير المفهوم، وغير المبرر، مطالبة وزير المال للموظفين بدفع الضرائب عن المساعدات المؤقتة، والمنح الدولارية غير المثبتة، والتي هدفها أصلاً التخفيف من الفجوة التي تكبر يوماً بعد يوم بين رواتب الموظفين والمتقاعدين، وأسعار السلع النارية، فضلاً عن متطلبات التعليم للأولاد، وتكاليف الطبابة والإستشفاء.
ألا يدري «معالي وزير المال» أن الرواتب والمساعدات والمنح المؤقتة، تكاد لا تسد رمق الموظف وعائلته، وبالكاد تغطي مصاريف الإسبوعين الأولين من الشهر، والباقي يتدبر أمره من وظائف ثانوية تسد ما أمكن من حاجياته الضرورية.
ألا يعلم «معالي الوزير» أن مدخرات الموظفين، وجنى عمر المتقاعدين، تبخرت بين المصارف والمركزي وفساد المسؤولين في الدولة؟ ألم يقرأ تقارير عمليات الهدر والنهب التي سادت في السنوات الأخيرة، وأدت إلى إفلاس البلاد والعباد؟
وهل يُدرك «معاليه» أن ضريبة الرواتب والأجور تؤمن لخزينته المفلسة الملاليم فقط، بينما تحصيل حقوق الدولة من الأملاك البحرية، وسرقة الكهرباء والتعديات على المشاعات، فضلاً عن جباية الضرائب من الشركات والأغنياء، تؤمن لوزارته الحصول على المليارات من الليرات اللبنانية؟
كفى تنكيلاً بالعمال والموظفين وأصحاب الدخل المحدود..، وإذهبوا إلى حيث مرافق الدولة منهوبة، وأموالها مسروقة، ومداخيلها مهدورة!

د.فاديا كيروز