بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آب 2019 12:14ص كندا تدعم الإعلام ولبنان يَنعى إعلامه..!

حجم الخط
مِن سخرية القدر أن يُدلي وزير الإعلام في لبنان الصديق جمال الجراح بتصريح يَنعى فيه قدرة الحكومة اللبنانية على توفير الدعم للصحافة اللبنانية والمؤسسات الإعلامية الأخرى، التي تعاني من أزمات مالية متزايدة، في الوقت الذي كان فيه وزير الاقتصاد في كندا يُعلن قرار حكومته بتقديم خمسة ملايين دولار لمؤسسة صحفية كندية شارفت على الإفلاس، وتستعد لوقف صدور صحفها الست، بسبب الضائقة المالية التي داهمتها في السنوات الأخيرة.

وقال الوزير الكندي بيار فيتزجيبون في معرض إعلانه لقرار حكومته في مؤتمر صحفي: من المستحيل بالنسبة لنا أن نقبل بإقفال مؤسسة صحفية في كندا، وهذا المبلغ سيسمح لهذه المؤسسة بمتابعة إصداراتها، وفي الوقت نفسه العمل على إعادة هيكلة أجهزتها الإدارية والتحريرية، بإشراف مؤسسات مشهود بخبراتها ومهنيتها، لتشجيع المستثمرين للانضمام إلى مجموعة المساهمين.

مثل تلك الخطوات الحضارية، وما يرافقها من قرارات وطنية مسؤولة مفقودة تماماً في بلد «الحرية والديموقراطية»، حيث يشيح أهل الحكم بوجوههم عن أزمات الإعلام، وينصرفون إلى عقد الصفقات والمحاصصات في ما بينهم، ويمعنون في نهب موارد الدولة والمالية العامة، غير عابئين في الحفاظ على الإعلام الوطني، وعلى مصير آلاف العائلات العاملة في هذا القطاع الحيوي، والذي يُمثل الواجهة الحضارية للبلد.

اعتصام المحررين والإعلاميين في ساحة الشهداء أمس هو صرخة مدوية في وجه المسؤولين، وإدانة علنية لتقصير الطبقة الحاكمة وعجزها عن التصدي لواحدة من أخطر الأزمات التي تحاصر الإعلام اللبناني وصحافته التي تخوض صراع البقاء، بما تبقى من إمكانيات محدودة، لا تقي من المصير المحتوم.

صرخة الإعلاميين لن تذهب في واد، بل ستتحول إلى ثورة غضب تهز كراسي أهل الحكم، وتكشف مواقع الفساد والفاسدين!