بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آب 2019 12:00ص كيف تواجه الدولة تحديات العدوان..؟

حجم الخط
الاعتداءات والاختراقات الإسرائيلية ضد لبنان، براً وبحراً وجواً ليست جديدة، بل هو مسلسل مستمر منذ قيام الكيان الصهيوني، وبلغ ذروته في الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، والذي وصل إلى بيروت، وأحاط بالقصر الرئاسي في بعبدا.

لبنان في حالة حرب مع العدو الإسرائيلي منذ العام 1948، واتفاقية الهدنة لم تردع الاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي في 25 أيار عام 2000، لم يضع حداً للخروقات والهجمات الصهيونية ضد لبنان.

كما أن القرار الأممي 1701 لم يحل دون استمرار التحرشات الاسرائيلية حيث لا تغادر الطائرات العدوة سماء لبنان، والقطع البحرية العسكرية تتجاوز الحدود الدولية، فضلاً عن التحركات البرية المتكررة عبر الخط الأزرق.

ولكن تل أبيب اختارت التصعيد في التحرشات شبه اليومية عبر الاعتداء على الضاحية الجنوبية بطائرتين مسيرتين لم تتمكنا من الوصول إلى الهدف المقصود، والذي وصفته المصادر الإسرائيلية بمخازن لقطع ومستلزمات الصواريخ البالغة الدقة، مما يعني تصعيد مستوى الاستفزازات الإسرائيلية لجر لبنان وحزب الله إلى معركة غير متكافئة، وتلائم التوقيت الاسرائيلي عشية الانتخابات الصعبة التي يخوضها نتانياهو على إيقاع تقدّم منافسيه في مواقع الاستطلاعات.

طبعاً من حق لبنان أن يرد ويدافع عن نفسه، ولكن دون الوقوع في فخ نتانياهو الذي يحاول تحقيق أي هدف شعبوي في الخارج، يتسلح به في المواجهة الانتخابية المحتدمة.

الانزلاق إلى حرب، أو إلى معركة عسكرية، بتوقيت العدو، يُشكّل دعماً غير مباشر لرئيس حكومة العدو، الذي يتبع تكتيك التصعيد والتوتير في سوريا والعراق ولبنان، لعرض عضلاته امام الناخب الإسرائيلي، بغية الحصول على الأكثرية في الكنيست، والتي لم يتمكن من تحصيلها في الانتخابات، الأمر الذي اضطره إلى خوض الانتخابات المبكرة حالياً.

لم نكن بحاجة لاعتداء الضاحية لندرك اننا في حالة حرب دائمة مع العدو الإسرائيلي، الذي لا يفوت فرصة لتقويض الاستقرار في لبنان.

ولكن على الدولة اللبنانية أن تكون قادرة على مواجهة تحديات العدوان ومضاعفاته، عبر تعزيز الوحدة الداخلية، واستعادة قرار الحرب والسلم!