بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيلول 2019 12:05ص كيف ستعوض المعارضة خسارة أحد فرسانها..!

حجم الخط
نجاح فريق الموالاة في إستيعاب الزعيم الجنبلاطي، والإعتراف بأهمية مكانته في المعادلة الوطنية، يعني أن فرص نشوء معارضة برلمانية للعهد والحكومة أصبحت أضعف من ذي قبل، وأن جماعة العهد كسبوا جولة على خصومهم السياسيين، لا سيما القوات اللبنانية بالذات، ولو على حساب تحالفاتهم الدرزية الأخرى، وخاصة مع الأمير طلال إرسلان.

 لقد ذهب تيار العهد ورئيسه الوزير جبران باسيل بعيداً في محاربة زعيم المختارة، قبل الإنتخابات وبعدها، وإستمرت إبان تشكيل الحكومة الحالية وبلغت ذروتها في جولات الجبل، التي تسببت بحادثة قبر شمون، وكادت أن تؤدي إلى فتنة درزية  - درزية، فضلاً عن تعطيل مجلس الوزراء ومؤسسات الدولة الحيوية شهراً وعشرة أيام.

 ولكن كل المحاولات التي بذلها فريق الموالاة لمحاصرة الزعامة الجنبلاطية، خاصة بعد دخول حزب الله المباشر على الخط، إثر التصريح الجنبلاطي الشهير عن عدم لبنانية مزارع شبعا، لم تفلح في تحقيق النتائج المرجوة منها، وتم إجهاضها في منتصف الطريق عبر بيان السفارة الأميركية الذي حذر من تداعيات الإخلال في التوازنات السياسية الراهنة.

 وفي الوقت الذي كادت فيه معراب تقطف ثمار تقاربها المتزايد مع المختارة، من خلال الزيارة التي كانت متوقعة للدكتور سمير جعجع إلى الجبل، والتي تم الإعداد لها منذ فترة، إستطاع الرئيس نبيه بري، ومعه حزب الله، تغيير الرياح السياسية في الجبل، بإتجاه الضاحية، التي لعبت دوراً محورياً في ترتيب اللقاء المفاجئ والسريع بين الوزير جبران باسيل والنائب تيمور جنبلاط في اللقلوق، عشية الزيارة الجعجعية إلى الجبل، الأمر الذي أدى إلى نسف الزيارة من أساسها، بعد إجهاض مضمونها وأهدافها، في لقاء وفدي الإشتراكي وحزب الله في عين التينة، والزيارة الجنبلاطية إلى رئيس تيار العهد!

 لقد خسر مشروع المعارضة أحد فرسانه، فكيف السبيل لتعويض هذه الخسارة، والتمهيد لولادة الحركة الإعتراضية المنشودة على هذا الأداء السياسي المهترئ؟