14 تشرين الثاني 2019 12:33ص كيف نحمي شهادة فخر الثورة...؟

حجم الخط
خلال ساعات معدودات فقط تحوّّل علاء أبو فخر من شهيد لعائلته وبلدة  الشويفات والحزب التقدمي الإشتراكي، إلى شهيد للعائلة اللبنانية الكبيرة، وللوطن برمته، وبطل الثورة التي تُشعل لبنان من اقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن البحر إلى الجبل، وصولاً إلى زحلة والبقاع وبعلبك والهرمل.

أبهى مشاهد الثورة، وإنجازها الأول بتوحيد اللبنانيين، ووصل الساحات بين  مختلف المناطق، تجلّى بأروع الصور في الإحتفالات الشاملة لتكريم الشهيد، ورفع رسوم له في طرابلس، وقيام وفود من عدة مناطق بزيارة الشويفات للمشاركة في تقديم التعازي لأهله، فضلاً عن تحية إضاءة الشموع التي أنارت الساحات.

مَن كان يتصور أن وفداً من كسروان يذهب إلى الشويفات للمشاركة في التعازي، وأن صيدا تحُيي شهيد الثورة مسؤول الحزب الإشتراكي في منطقة خلده والشويفات، وأن عروس الثورة طرابلس تبادر إلى تمجيد ذكراه برسم صورته على أحد جدران ساحة الثورة، وأن بيروت تفتح قلبها لنعشه ليودع ساحتي الثورة في رياض الصلح والشهداء.

لقد تحوّل الشهيد علاء أبو فخر إلى فخر وطني بإمتياز، وإلى بطل إفتدى مسيرة  الثورة بروحه ودمه، وخلّف وراءه إمرأة مناضلة شاركته مشواره البطولي، وثلاثة أطفال تشربوا مبادئ وطنيته التي تجاوزت الحدود الحزبية.

المهم ألا يذهب دم الشهيد فخر الثورة هباءً  كما ذهبت دماء شهداء ثورة ١٤ آذار  نتيجة أنانيات حزبية وسياسية وشخصية، أضاعت البوصلة الوطنية، وضاعت في سياسات التسويات والصفقات الثنائية والثلاثية.

والأهم ألا تكون جريمة قتل علاء أبو فخر بداية مرحلة الإنزلاق إلى العنف، وما  جرى أمس من إطلاق النار من قبل مناصر للتيار الوطني الحر على المتظاهرين في ساحة جل الديب، يُضاعف القلق من خطر وضع شارع مقابل شارع، في لعبة سياسية دموية تقضي على ما تبقى من آمال لعبور طريق الإنقاذ والخروج من دوامة هذه الأزمة.