بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آب 2018 12:10ص كيف نستفيد من حوار المواقع..؟

حجم الخط
وجودي خارج البلد في إجازة لم يحل دون استمرار المتابعة لأحوال الوطن، سواء عبر الاتصالات المباشرة مع الزملاء في «اللواء» وعدد من الأصدقاء السياسيين، أو من خلال المواقع الإخبارية الصحفية والألكترونية، التي تعكس حالة الهريان السياسي والإفلاس الاستراتيجي التي يعيشها لبنان، من خلال تدني مستويات التواصل على المواقع الألكترونية.
واقع الإحباط والضياع الذي يتخبّط به اللبنانيون، بمن فيهم أهالي بيروت، لا يبرر الانحدار إلى هذا المستوى من الحوار والتخاطب في معالجة أوجاعنا اليومية. النقاشات تتحوّل إلى سجالات شخصية عقيمة، والاقتراحات تصبح أشبه بالاتهامات لأصحابها زوراً وبهتاناً، والآراء تغلب عليها الانفعالات، التي تضيع معها القضية الأساسية، ويصبح النقاش أسير دورة مفرغة من الكلام غير المفيد، والذي غالباً ما يخرج من عواهنه!
لا شك أننا بحاجة للتداول المستمر بقضايانا المستقبلية، وبشؤون حياتنا المعيشية، خاصة في ظل هذا الإهمال الرسمي لحاجات الناس، وفي هذه الظروف الصعبة التي تطحن البلد، حيث لا كهرباء ولا مياه نظيفة، وقلق متزايد بعودة أزمة النفايات، فضلاً عن حالة التسيّب المهيمنة على إدارات الدولة ومؤسساتها المختلفة، وهذا العجز المتمادي للطبقة السياسية، وعدم استعدادها للتضحية بمصالحها الحزبية والفئوية، تسهيلاً لولادة الحكومة العتيدة!
ولكن التداول بمثل هذه القضايا الوطنية الكبرى، يفرض علينا الالتزام بثقافة الحوار البنّاء ومقتضياته العلمية والعملية، وفي مقدمتها قبول الرأي الآخر، والتحلي بسعة الصدر وطول الأناة، لإيصال النقاش إلى نهايات مفيدة، بعيدة عن العناد والتعصب والكيدية، انطلاقاً من القاعدة الفقهية الذهبية: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب!
«نون...» - مونتريال