بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 كانون الثاني 2019 12:18ص كيف نعوض خسائر القمة الفاشلة...؟

حجم الخط
الكلام اللبناني عن أسباب فشل القمة الاقتصادية يدعو للحزن وللسخرية، في آن واحد، لأنه يعكس حالة الانقسام المتجذرة في الطبقة السياسية، والتي أوصلت البلد إلى هذه الأوضاع من التردّي والضياع.
الفريق المؤيد لقرارات جامعة الدول العربية يتهم أصحاب الدعوة لمشاركة سوريا في المؤتمر، بأنهم وراء افتعال مناخات التوتر والتشنج والتهديد التي أدت إلى اهتزاز الوضع الأمني، ودفعت العديد من القيادات العربية إلى إعادة النظر بقرارات الحضور إلى بيروت والمشاركة الشخصية في المؤتمر.
أما اصحاب الدعوة للمشاركة السورية فاتّهموا وزير الخارجية الأميركية، الذي قام بجولة واسعة في عواصم المنطقة، ومساعده دايفيد هيل الذي زار لبنان قبل ايام من موعد القمة، وطلبا، كذا، من حلفائهم العرب والمسؤولين اللبنانيين، عدم حضور القمة على مستويات رفيعة، والاكتفاء بإيفاد ممثلين من وزراء درجة رابعة، بهدف تقويض قمة بيروت التي سيترأسها الرئيس ميشال عون، حليف «حزب الله»، ومحور الممانعة!
لا ندري إذا كانت مثل هذه السجالات ما زالت تنفع، في تخفيف وقع الصدمة الديبلوماسية والمعنوية التي تلقتها الدولة اللبنانية، والتي اصابت شظاياها كل لبناني في الصميم، لأن الرهان على سقف النتائج كان عالياً، في خضم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمسك بأعناق اللبنانيين، الذين خيّل لبعضهم ان القمة الاقتصادية التنموية ستحمل الحلول السحرية الفورية لتداعيات المأزق الاقتصادي والمالي المتفاقم!
لقد دقت ساعة الحقيقة، ولا بد من الاعتراف بفشلنا، نحن اللبنانيين، وخاصة السياسيين، في إعداد الأجواء المشجعة لإنجاح القمة، والذهاب بعيداً في خلافاتنا حولها، واستعمال كل أساليب التهديد والوعيد لتنفير القيادات العربية من الحضور إلى لبنان.
القمة انتهت قبل أن تبدأ. والبكاء فوق رأس الميت لا ينفع. يبقى البحث السريع والمفيد لتعويض بعض خسائر هذا الواقع المتردي!