بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الأول 2020 06:30ص لا تستحق حتى كلمة الوداع..!!

حجم الخط
يقلب اللبنانيون آخر صفحة في هذه السنة المنحوسة، غير آسفين على طيّ هذا السجل الأسود الحافل بشتى أنواع الكوارث والأزمات، التي انهمرت على البلد طوال أشهر السنة، وقوّضت أسس الاستقرار الاجتماعي، ونسفت قواعد العيش الكريم.

لم يعرف لبنان طوال أزماته السياسية والأمنية مثل هذه الأيام الحالكة، التي قلبت حياة اللبنانيين رأساً على عقب، وأسقطت الطبقة الوسطى، رغم ما تمثله من صمام أمان، إلى تحت خط الفقر، وأفقدت الدولة مناعتها ضد الفساد والعجز والفشل، وأدت إلى انهيار مقومات النظام الاقتصادي، وامتداداته في القطاعات الصحية والتربوية والاجتماعية.

لعلها المرة الأولى التي يواجه فيها وطن الأرز مثل هذه الأزمات المتراكمة منفرداً، بل وهو في خضم مقاطعة عربية ودولية شاملة، سدّت منافذ الدعم والمساعدة المالية والمعنوية، وذلك بسبب سوء الإدارة السياسية الحالية، وما اتخذته من مواقف أخرجت لبنان من الصف العربي، انحيازاً إلى المحور الإيراني وتدخلاته السافرة في عدد من الدول العربية، ودوره في إشعال الفتن والاضطرابات في الإقليم.

وفاقم العجز في إدارة شؤون البلاد والعباد وتدهور الأوضاع المالية والنقدية، هذا العجز الذي تجلى بأبشع صوره في كارثة انفجار مرفأ بيروت، وفي الفشل في تأليف «حكومة مهمة» لوقف الانهيارات المتلاحقة، رغم مضي خمسة أشهر على استقالة الحكومة، ورغم كل الضغوط التي تمارسها فرنسا والدول المانحة لتسريع تشكيل الحكومة الجديدة، لإطلاق ورشة الإصلاح، وفتح أبواب المساعدات المالية الخارجية، لتمكين اللبنانيين من الخروج من جهنم الأزمات والانهيارات التي ضربت مقومات الدولة اللبنانية.

ولكن مَن يُراهن على أن السنة الجديدة ستكون أفضل من سابقتها؟

الواقع ليس في الأفق ما يُبشر بقرب الفرج ووقف الانهيارات الراهنة، في ظل استمرار سياسة العناد والاستكبار والإنكار التي تتحكم بمواقف الأطراف السياسية، المستعدة للتضحية بكل مصالح الوطن، ولا تتخلى عن مصالحها الحزبية والشخصية، ولو أدى ذلك إلى «خراب البصرة»، وسقط كل الشعب اللبناني في قعر جهنم!

هذه السنة المنحوسة لا تستحق حتى كلمة الوداع!