بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آذار 2021 07:10ص لماذا الحملة على علاقة واشنطن -الرياض؟

حجم الخط
يدرك الرئيس الأميركي جو بايدن، من خلال تجربته السياسية الطويلة، أن «اورشليم من تحت غير اورشليم من فوق»، وأن شعارات ووعود الحملات الإنتخابية يذهب معظمها مع الرياح فور إعلان نتائج الإقتراع.

 تقرير المخابرات الأميركية حول قضية إغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وما تضمنه من إستنتاجات ومزاعم عن مسؤولية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تسبب بإحراج الإدارة الأميركية الجديدة ورئيسها الديموقراطي، أكثر بكثير من الضغط على رجل السعودية القوي، الذي كان قد اتخذ كل الإجراءات اللازمة بحق المشاركين في تنفيذ هذه العملية النكراء، وأصدر القضاء السعودي أحكامه ضد كل من أدين بالإشتراك في مقتل خاشقجي.

 أننا نُدين بشكل حاسم وبقوة إعتماد مبدأ الإغتيال في تصفية الخلافات السياسية، من أي جهة أتت، ولكن محاولات إستغلال مثل هذه العمليات وتوظيفها لأهداف سياسية ثأرية، تشكل خطراً على معرفة الحقيقة، التي تتحول عندها إلى وجهة نظر، وأداة للضغط الديبلوماسي والسياسي لغايات في نفس يعقوب، ولا علاقة لها بالقضية ولا بمصلحة الضحية.

 بعض النواب الديموقراطيين يأخذون من هذه القضية «قميص عثمان»، لتغطية هجماتهم المستمرة على المملكة العربية السعودية، وما تُمثل في العالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن مكانتها الدولية المميزة، والتي وصلت إلى رئاسة قمة العشرين، التي تضم الدول الأكثر تقدماً في العالم.

 ولكن البيت الأبيض وضع حداً لهذه الإندفاعة، حرصاً على المصالح الأميركية مع المملكة ودول الخليج العربي، التي سارعت إلى إعلان تضامنها مع الرياض، وأدانت التعرض لقيادة المملكة بشخص ولي العهد، إلى جانب حرص إدارة بايدن على الحفاظ على العلاقات الإستراتيجية التاريخية مع السعودية، كما أكدت الناطقة بإسم البيت الأبيض أمس، في سياق إعلانها عن السياسة الأميركية التي سيعتمدها الرئيس الديموقراطي مع الرياض.

 الحملات المتفاوتة التي تتعرض لها المملكة بين الحين والآخر، فشلت في تحقيق الأهداف المرجوة منها، وفي مقدمتها عرقلة خطة النهوض الشاملة ٢٠٣٠ التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، والتي ستنقل المملكة إلى عصر جديد من التقدم والتطور والتحديث، فضلاً عن الإستهداف المستمر لواقع الإستقرار الذي تعيشه المملكة، بعد نجاح التصدي للمخططات الإرهابية، وصد التدخلات الإيرانية سواء في السعودية أم في اليمن.

 مرة أخرى تسقط أوراق المراهنين على إهتزاز العلاقة السعودية  الأميركية، لإستفراد المملكة في المعركة المصيرية التي تخوضها للحفاظ على هوية المنطقة العربية.