بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيلول 2018 12:05ص لماذا اللبنانيون أهم من دولتهم المترهلة ..؟

حجم الخط
من المحزن، قولاً وفعلاً، أن يكون اللبنانيون أهم من دولتهم المترهلة، وأكثر حضوراً من هذه السلطة المتعثرة في إدارة شؤون البلاد والعباد، والعاجزة عن التوصل إلى توافق على تشكيل «حكومة العهد الأولى»، وغير القادرة على صياغة المعالجات المناسبة لسلسلة الأزمات والمشاكل التي تشد على خناق المواطنين.
 نادراً ما يمر أسبوع دون أن تسمع، أو ترى، إنجازاً يحققه لبناني، أو شخصية من أصل لبناني، في أنحاء المعمورة، سواء في السياسة أو العلوم أو الطب، أو حتى في النشاطات الرياضية المميزة.
الإنتصار الكبير الذي حققه المنتخب اللبناني بكرة السلة على فريق دولة كبرى مثل الصين، الأولى إقتصادياً في العالم، يجسد مقدرة وطموح وحيوية هذا الشعب المبتلي بطبقة سياسية تنهش بإمكانيات البلد، ولا تترك حتى الفتات للشباب المغلوبين على أمرهم. وغني عن القول أن صعود المنتخب اللبناني في مسار البطولة العالمية لكرة السلة، يتجاوز بمسافات ضوئية وضع وزارة الرياضة والشباب المهترئ، والعاجزة عن إحتضان أبطال لبنان الذين ينافسون أقرانهم باللحم الحي، في حين تجند الدول الأخرى كل الإمكانيات اللازمة، المادية والمعنوية، للمنتخبات الوطنية لإحراز البطولات الإقليمية والعالمية.
في البرازيل يتنافس مرشحان من أصول لبنانية في الإنتخابات الرئاسية هما: باولو سليم معلوف وفرناندو حداد، في حين لا يستطيع أصحاب الكفاءات من الشباب اللبناني الخوض في المعترك الإنتخابي والسياسي، إذا لم يتقنوا اللغة الطائفية البغيضة، ويقدموا فروض الولاء والطاعة لزعيم الطائفة شخصياً، وليس للحزب، ولا للوطن! 
في الولايات المتحدة الأميركية، يبرز بين الفينة والأخرى، رجال علم وأطباء لبنانيون توصلوا إلى إكتشافات وأبحاث تخفف معاناة الأمراض المستعصية والمزمنة، على نحو ما أعلن مؤخراً، الطبيب اللبناني حسين طوبي عن إكتشاف يفيد في تشخيص بعض الأمراض السرطانية في مرحلة مبكرة، ويسهل الوصول إلى المعالجات الناجعة.
 وماذا نقول عن الأبطال الذي يتسلقون أعلى القمم في العالم ليزرعوا العلم اللبناني، حيث لم يسبقهم أندادهم، من مواطني الدول الأكثر تقدماً، والأكثر ثراءً!
أما اللبناني الباقي في بلد الأزمات والمعاناة، فبطولاته مستمرة، وتضحياته دائمة، لأنه يقوم بمهمات الدولة التي تلاحقه ضرائبها بلقمة عيشه، وهي غافلة عن توفير الكهرباء والمياه ومعالجة النفايات، فضلاً عن تقاعسها المزمن عن توفير الإستشفاء والتعليم والسكن، وتأمين الشيخوخة الكريمة لمن فنوا أعمارهم في وظيفة الدولة، أو في خدمة الوطن!
 فمن يجيب على هذا السؤال المعضلة: لماذا اللبنانيون أهم من دولتهم المترهلة؟