بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2020 08:28ص مَن وراء مخطط التخريب في بيروت..؟

حجم الخط
ما يجري في وسط بيروت من عمليات تخريب للمنشآت، وإشعال النيران في المحلات، واستدراج القوى الأمنية إلى مواجهات واشتباكات مفتعلة، هي أعمال شغب متعمدة، تُسيء لأصحابها والمحـرّضين عليها، أكثر من الأذى الذي قد تُلحقه بالانتفاضة الوطنية، التي جعلت من هتاف «سلمية..سلمية» شعارها الأول والمميز، والذي استقطب إعجاب العالم بالحراك الحضاري للشعب اللبناني المنتفض.

«غزوات» المشاغبين المتكررة إلى قلب العاصمة ليست مُدانة ومُستنكرة وحسب، بل هي موضع شك وريبة من أهدافها الحقيقية، سواء لجهة هذا القدر من الخراب والدمار الممنهج لمعالم العاصمة التجارية والحضارية، أم بالنسبة لأساليب ترهيب وتطفيش المتظاهرين السلميين من ساحتي الاحتجاج في رياض الصلح وساحة الشهداء، وبالتالي إطفاء جذوة الانتفاضة المتجددة.

هذا النوع من الشغب المتستر بالاحتجاجات المطلبية، لا يخدم الحراك الوطني الشامل ضد أهل السلطة التي أمعنت في فسادها وجشع أطرافها في الصفقات والنهب، ولا يساعد في تحقيق المطالب التي تُخفف من وطأة وتداعيات الأزمات المعيشية والاجتماعية التي تضغط على صدور اللبنانيين.

فمَن هي الجهة، أو الجهات، التي تستخدم هذا الشغب لتوتير الأجواء الأمنية، وتهديد ما تبقى من استقرار، وتشويه سمعة الانتفاضة وصورتها الوطنية النقية؟

إبقاء زعران الشغب في الشوارع ساعات طويلة دون تدخل من القيادات والمرجعيات السياسية والحزبية التي تمون عليهم، والقادرة على وقف هذه المواجهات وما تنطوي عليه من تحرشات استفزازية بالقوى الأمنية، يطرح أكثر من علامة استفهام عن أبعاد المخطط الذي يجري تنفيذه بدم بارد، ويُضاعف من حالة الإرباك والاهتراء التي تنهش بالوضع اللبناني، اقتصادياً واجتماعياً، ومالياً ومعيشياً.

فهل تنفع اجتماعات الرؤساء وقرارات مجلس الوزراء في وقف هذه المأساة، التي تنقل أبشع الصور عن مستوى التردي الذي يُعاني منه لبنان في ظل سلطة عاجزة، وأنهكها التخبّط والضياع؟!