بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 شباط 2018 12:05ص مَن يُدافع عن مظلومية بيروت؟

حجم الخط
في المواسم الانتخابية تزدهر جلسات الانتقاد والقيل والقال، وتصبح متنفساً للناس الغلابى، الذين يفتقدون وجود النائب والزعيم طوال أربع سنوات، ويفقدون معهم كل الآمال والأحلام، وما سبقها من وعود وردية، بالمشاريع الإنمائية وفرص العمل، والتقديمات الصحية والاجتماعية، التي تخفف من معاناة ذوي الدخل المحدود والمحتاجين لأبسط أنواع الدعم والمساعدة .
وغالباً ما تتحوّل مثل هذه الجلسات، في بيروت كما في العديد من المناطق، إلى نوع من جردة حساب لما تحقق، وما لم يتحقق من حاجات المدينة ومشاريعها الحيوية، على خلفية الأحاديث والوعود الانتخابية، التي يقطعها النواب على أنفسهم خلال الحملات الترويجية!
في بيروت مثلاً، الجردة تطول وتطول وتطول، لأن العاصمة تشكو من حالة إهمال ومظلومية، لم تعرف مثيلاً لها في أحلك السنوات ظلاماً، بما فيها سنوات الحرب العجاف.
مع غياب الرئيس الشهيد توقفت ساعة الإنجاز والعمل في المدينة التي أرادها رفيق الحريري لؤلؤة الشرق، والواجهة الحضارية والمضيئة لبلد أنهكته الحروب، وعانى من فقدان ثقة اللبنانيين وغير اللبنانيين، في جدوى الاستثمار في المشاريع الإنمائية والاستثمارية، فكان مشروعه الرؤيوي في إعادة إعمار وسط العاصمة، وما واكبه من تجديد في البنية التحتية، عنوان مرحلة جديدة من الازدهار والانتعاش الاقتصادي، رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان في تلك الفترة.
من المبنى الجديد لمطار بيروت، إلى شبكة الطرقات والأنفاق والجسور التي أحاطت مداخل العاصمة، وربطت بين مناطقها، إلى المجمّعات المدرسية، والمستشفيات الحكومية، وغيرها كثير من المشاريع والأعمال التي تشهد على منجزات الرئيس الشهيد، خلال مدة قياسية لم تتجاوز عقداً من الزمن، وكانت محور جذب للاستثمارات والاستقرار، في فترة كانت أشبه بحلم ليلة صيف.
أما اليوم فالمشاريع المنتجة والحيوية شبه متوقفة بالكامل، والصيانة للمرافق الأساسية غائبة، وما يطرح من مشاريع يكاد يقتصر على أعمال من نوع تغيير بلاط الأرصفة بما هو أسوأ، أو تأهيل نفق وجسر سليم سلام بأرقام خيالية، أما مشروع المسلخ مثلاً، ومحارق النفايات، ومحطة توليد الكهرباء لبيروت، وتفعيل خدمات المستشفيات الحكومية، وصيانة الأبنية المدرسية، وغيرها كثير، فهو بعيد عن أولويات أصحاب القرار في بيروت!
ومع ذلك يَعتبُون عندما تتحدّث عن مظلومية بيروت وأهلها!