بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيار 2021 12:09ص ما بعد صواريخ غزة ليس مثل ما قبلها..

حجم الخط
الحرب المفتوحة بين قطاع غزة الصامد والعدو الإسرائيلي أخرجت القضية الفلسطينية من الرتابة وعالم النسيان، إلى المحافل الدولية من جديد، وأربكت حكومة تل أبيب أمام شعوب العالم، حيث خرجت المظاهرات في شوارع المدن الكبرى في أميركا وأوروبا لمناصرة الشعب الفلسطيني، وإدانة الإعتداءات الإسرائيلية على غزة والأحياء العربية في القدس.

القصف الحاقد على غزة ليس مفاجئاً في سلوك الآلة العسكرية الصهيونية، ولكن صواريخ المقاومة التي رعدت في سماء المدن الإسرائيلية من عسقلان إلى تل أبيب، نقلت المعركة إلى مستوى جديد من المواجهة المباشرة مع الإعتداءات الإسرائيلية، حيث كانت طائرات العدو تُعربد في سماء القطاع، وتُدمر البيوت والمنشآت والمستشفيات، وتنفذ الغارات الوحشية وكأنها تقوم بمناورة بالذخيرة الحية، حيث كانت إمكانيات المقاومة العسكرية محدودة، وتفتقد الرد بالأسلحة الإستراتيجية المناسبة.

صواريخ غزة وصل دويّها إلى عواصم القرار الدولي، وفي مقدمتها واشنطن، التي سارعت إلى الطلب من الحليف الإسرائيلي العمل على وقف العنف، وإفساح المجال أمام المعالجات السياسية، ولكن الأخير استمر في عدوانه الوحشي على الأهداف المدنية وقتل النساء والأطفال، لتغطية خسائره السياسية والمعنوية نتيجة سقوط الصواريخ الفلسطينية في المدن الإسرائيلية.

مسار القضية الفلسطينية بعد إنتفاضة الأقصى والشيخ الجرّاح في القدس، وصواريخ غزة التي زرعت الرعب في أوساط المستوطنين الصهاينة، لن يكون مثل ماكان عليه من وهن وإهمال قبل بزوغ فجر الأسلحة الاستراتيجية الرادعة في غزة.

ولكن يبقى الأهم بالنسبة للجانب الفلسطيني هو العمل على توظيف نتيجة المعركة المحتدمة لمصلحة القضية الأم، والعمل على توحيد الصف ونبذ الإنقسامات المدمرة بين فتح وحماس، والاستعداد لمرحلة ما بعد نتانياهو.

فهل تُوحّد دماء الشهداء القيادات الفلسطينية المتصارعة؟