بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيار 2021 07:56ص ما بعد غزة... قواعد جديدة للاشتباك

حجم الخط
غزة صمدت... الشعب الفلسطيني ربح بشجاعته وتضحياته، نتنياهو فشل وخسر آخر معاركه، والإسرائيليون ذاقوا طعم الهلع والخوف في الحروب.
قلنا منذ اليوم الأول لاندلاع العدوان الغاشم على غزة وأهلها «إن ما بعد غزة ليس مثل ما قبلها»، وها هي النتائج الأولية للمواجهة القاسية ترسّخ قواعد جديدة للاشتباك مع العدو الإسرائيلي، أساسها تعزيز قوة الردع التي ظهرت من الجانب الفلسطيني، ونقلت المعركة في الساعات الحرجة إلى الداخل الإسرائيلي، شمالاً وجنوباً وصولاً إلى تل أبيب، ومرافقها الصناعية والتجارية والسياحية، واضطرار الإدارة الجوية إلى إغلاق أجواء المطار أكثر من مرة، خلال أيام المواجهة.
على مدى أكثر من سبعين عاما من الاحتلال الصهيوني، لم تكن تنقص الشعب الفلسطيني إرادة النضال والقتال دفاعاً عن حقوقه المغتصبة في أرضه، وحفاظاً على حريته وسيادته، ولكن موازين القوة مع العدو المغتصب لم تكن لا متكافئة ولا متوازنة، الأمر الذي جعل من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة أشبه بنزهة عسكرية في الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أم على مدن وقرى الضفة.
ولكن الفصائل الفلسطينية في غزة فاجأت العدو المتغطرس بآلته العسكرية، بحجم الكثافة النارية الصاروخية التي تملكها، ودقتها في التصويب والوصول إلى أهدافها المحددة، بنسب تجاوزت السبعين بالمئة، كاشفة بذلك محدودية قدرة «القبة الحديدية»، على التصدي للصواريخ المنطلقة من غزة، والتي أثارت موجات من الرعب والإرباك لدى الإسرائيليين، حكومة ومستوطنين.
كما فضحت الغارات الوحشية على الأحياء السكنية، والتدمير الممنهج للأبراج المدنية في غزة، واستهداف النساء والأطفال في عمليات القصف التي فاق عددها كل التوقعات، الحالة العصبية التي سيطرت على الحكومة الإسرائيلية، والارتكابات الحاقدة ضد الضحايا المدنيين، مما أثار موجات من الغضب والاستنكار لدى العديد من شعوب العالم، التي خرجت إلى الشوارع في تظاهرات حاشدة منددة بوحشية العدوان على المدنيين في غزة.
أما انتفاضة مدن الجليل العربية، ومواجهة أهلها لمخرز الاحتلال والاستيطان، فأكد مرة أخرى أن فلسطين الوطن والقضية والهوية باقية... باقية... باقية، وتتوارثها الأجيال، مهما طال الزمن!