بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تشرين الثاني 2017 12:05ص مائة عام أخرى قادمة لوعد بلفور..!

حجم الخط
مائة عام على وعد بلفور المشؤوم، وستمر مائة عام أخرى على الأجيال المقبلة، ولن يتغيّر شيء في واقع القضية الفلسطينية، طالما بقي العرب على حالهم من الانقسام والتشرذم، واستمر غياب القوة العربية القادرة على فرض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، على الأقل، ما يجعل استرداد فلسطين من رابع المستحيلات!
 نعم، لا بدّ من الاعتراف بالعجز العربي عن تخليص الأرض الفلسطينية من براثن الاحتلال، الذي يغرز حقده عبر المستعمرات التي يزرعها حول القدس، وفي المناطق الخضراء من الضفة الغربية، ضارباً عرض الحائط بكل القرارات الأممية، وبالاتفاقات التي تمّ توقيعها في أوسلو، واعترفت بموجبها منظمة التحرير الفلسطينية بالدولة الإسرائيلية، مقابل قيام السلطة الوطنية في أريحا أولاً، ومن ثم في رام الله وغزة، وفق بروتوكولات تؤمّن الحد الأدنى من السيادة الفلسطينية، وفي إنشاء مطار ومرفأ في غزة، والتي أسقطها كلها شارون في حصاره الشهير لمقر عرفات في رام الله، والذي انتهى بتسميم الزعيم الفلسطيني ووفاته.
وعوض أن يقف الفلسطينيون صفاً واحداً في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، انفصلت «حماس» عن سلطة رام الله، واستقلت في غزة، فتحوّلت المواجهة بين الفلسطينيين أنفسهم، فيما كانت حِراب الاحتلال تنكّل بالمقاومين، سواء كانوا من «فتح» أو من «حماس»!
لا شك أن المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية أخوية أعادت الأمل باستعادة وحدة الصف الفلسطيني، ولكن المشوار ما زال طويلاً لتعويض خسائر فترة الانقسامات والصراع الفلسطيني - الفلسطيني، والذي يتطلب مجهوداً موحداً، ورؤية ديناميكية، لحرق المراحل، والاستعداد لما هو آتٍ على المنطقة بأسرها!
أما مطالبة بريطانيا بالاعتذار من العرب والفلسطينيين، فهي «كلام فاضي»، وغير واقعي، لأن وعد بلفور يُجسّد حقيقة السياسة البريطانية المسمومة ضد المنطقة، تلك السياسة القائمة على مبدأ «فرّق تسد»، وعدم تمكين العرب من تحقيق أي نوع من أشكال الوحدة أو حتى الاتحاد!
والله كان في عون أجيال المائة عام المقبلة!