بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 آذار 2021 07:04ص ماذا بعد جهنم والدولة الفاشلة...؟

حجم الخط
وكأنه كان ناقص اللقاء ١٨ المتفجر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حتى «يكتمل النقل بالزعرور»، بالنسبة للبنانيين الذين يعيشون أسوأ أزماتهم منذ أكثر من عام.

انهيار محاولات تشكيل الحكومة، يعني استمرار مسلسل الانهيارات في البلد، بدءًا بالليرة التي تراجعت أمام الدولار خلال أقل من ساعة بنسبة ٣٠ بالمئة إثر إرفضاض اجتماع بعبدا المشؤوم، وصولاً إلى الأوضاع المعيشية والاجتماعية التي ستزيد ضغوطها على الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، مروراً بمختلف القطاعات الاقتصادية والإنتاجية التي تشكو أصلاً من الإقفال وتوقف الإنتاج والإفلاس.

أهل الحكم لا يُبالون بما يمكن أن تصل إليه الأمور من تدهور في شؤون البلاد والعباد، في ظل هذا الفشل المتزايد للحكم الحالي في إدارة أخطر الأزمات الوطنية، والعجز المتفاقم في تشكيل الحكومة الإنقاذية، تجاوباً مع دعوات الأصدقاء والأشقاء الجاهزين لمساعدة الوطن المهيض الجناح، بسبب جرائم الفساد، وأساليب الكيديات والنكايات التي تتحكم بعلاقات الأطراف السياسية، المستميتة في الدفاع عن مصالحها الفئوية والأنانية.

أصبح واضحاً أن فريق الحكم ومعه حزب الله، غير مستعجلين على ولادة الحكومة العتيدة، ووضعوا كل العراقيل الممكنة لتعطيل مهمة الرئيس المكلف، لغايات في نفس يعقوب، وترتبط بأجندات خارجية، تبدأ بالانتخابات الرئاسية في سوريا والانتخابات المماثلة في إيران، فضلاً عن المفاوضات المتوقعة حول الملف النووي بين طهران وعواصم القرار الغربي.

أما التهويل بتعديل الدستور لسحب التكليف من الحريري، أو حتى تحديد فترة زمنية للتأليف، فسيؤدي إلى إسقاط البلد في مهاوي أزمات وطنية وميثاقية ودستورية، خاصة إذا أقدم نواب تيار المستقبل على الاستقالة من المجلس النيابي، وفَقدَ البلد السلطة التشريعية، بعد تعطّل السلطة التنفيذية بسبب التعطيل المتعمد لتشكيل الحكومة العتيدة، ومحدودية تصريف الأعمال للحكومة المستقيلة، وتحوّل لبنان إلى دولة فاشلة، بكل المعايير!

ماذا بعد جهنم التي يُفاخر المسؤولون بإيصال البلاد والعباد إلى قعرها الأسفل؟