بيروت - لبنان

22 تشرين الثاني 2018 12:19ص ماذا بقي من بهجة الإستقلال..؟

حجم الخط
من المحزن فعلاً أن يكون عيد الإستقلال فقد الكثير من حماسه وهيبته في نفوس اللبنانيين ووجدانهم، نتيجة المعاناة المزمنة مع مسلسل الأزمات السياسية التي لا تنتهي، وتزايد التداعيات المأساوية للمشاكل الإجتماعية والمعيشية التي يتخبط فيها الشعب اللبناني.
لا شك أن إستمرار تردي الحكم، وتدهور نفوذ السلطة الشرعية، وإنتشار الفساد في إدارات الدولة ودوائرها، بهذا الشكل المخيف، أوصل اللبنانيين إلى حالة من الكفر بالبلد، وبمستقبل عائلاتهم وأولادهم، وفقدان الثقة بالطبقة الحاكمة وقدرتها على النهوض بالوطن، والتأكد من عجز السياسيين على إخراج البلاد من دوامة الصراعات المدمرة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإقتصاد والمالية العامة، قبل فوات الآوان.
كيف يحتفل اللبنانيون بالإستقلال، ومفاهيم الدولة تتهاوى يوماً بعد يوم، بعدما أعتاد أهل السياسة على التعايش مع الفراغ في السلطة، وتعطيل المؤسسات الدستورية، لسنوات حيناً، ولأشهر طويلة أحياناً أخرى.
داهم الفراغ الرئاسة الأولى لسنة وبضعة أشهر إثر إنتهاء ولاية الرئيس أميل لحود في أيلول عام ٢٠٠٧. وتعطل عهد الرئيس ميشال سليمان حوالي ثلاثين شهراً، إستغرقتها تشكيل ثلاث حكومات فقط. وإستوطن الفراغ مرة أخرى في قصر بعبدا لسنتين ونصف السنة، بعد خروج الرئيس سليمان من الرئاسة الأولى، حيث تعطل معها نشاط مجلس النواب، وتحول مجلس الوزراء إلى مجموعة خنادق ومتاريس، بعدما إعتبر كل وزير نفسه مالكاً لصلاحيات رئيس الجمهورية!
واليوم يحل الفراغ الحكومي ضيفاً ثقيلاً على عيد الإستقلال، ويشوه صورة الإحتفالات الوطنية، بعد هذا التعثر المتمادي لولادة «حكومة العهد الأولى»، حيث لا يظهر في الأفق القريب ما يبشر بقرب تظهير الحكومة العتيدة، بل ثمة مؤشرات عديدة توحي بأن الفراغ الحالي مستمر إلى ما بعد نهاية العام الحالي، وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، دون أن يرف جفن لأصحاب الحل والربط، رغم تصاعد التحذيرات والإخطارات من مهاوي تردي الأوضاع الإقتصادية في دوامة الإفلاس !
فماذا بقي من بهجة ومعاني الإستقلال ؟