بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تموز 2018 12:03ص ماذا سيبقى لأهل التعنُّت والعِناد..؟

حجم الخط
لعبة التراشق بالعرقلة الجارية بين الأطراف السياسية، تدعو للحزن والسخرية في آن واحد!
الحزن على الأحوال التي تزداد تردياً، من دون أن يرفّ جفن أحد من أهل الحل والربط، لتسهيل تأليف الحكومة، وإطلاق جهود الإنقاذ قبل أن يصل البلد إلى الانهيار الشامل.
والسخرية لأن المسألة أصبحت مفضوحة للبنانيين، كل اللبنانيين، بأن العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، أسبابها، المخفية والمعلنة، هذا الصراع الانتحاري على الحصص والمكاسب، وعقد ما طاب من صفقات وسمسرات، وكأن خزينة الدولة ما زالت عامرة بالمليارات، كما كانت عليه حتى أواسط السبعينات، متجاهلين ما سبق لرئيس الجمهورية أن أبلغه لسيد بكركي بأن البلد مفلس... والاقتصاد على الأرض!
والأنكى من كل ذلك، أن ثمة من أهل السلطة ما زال يتعاقد مع شركات ومؤسسات محلية وأجنبية بملايين الدولارات، ضاربين بعرض الحائط الأخطار المصيرية المحدقة باقتصاد البلد واستقراره، على نحو ما حصل مع شركة «ماكنزي» مثلاً، حيث ستبقى توصياتها مجرّد حبر على ورق، طالما ليس هناك حكومة دستورية، فاعلة وقادرة على إطلاق ورشة الإصلاحات، وتنفيذ ما خلصت إليه الدراسة من اقتراحات واستنتاجات، للخروج من دوّامة الأزمة الاقتصادية المعقدة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
لقد أثبتت التجارب أن سياسة العناد والتعنت، ومحاولات الهيمنة على إدارة السلطة، والتفرّد بالقرارات الكبرى، لا تجدي نفعاً لأصحابها، ولو كانوا من أهل البيت، وأن مصلحة البلاد والعباد تقتضي التواضع، وتقديم التنازلات والتسهيلات اللازمة حتى يتمكن الرئيس المكلف من إنجاز تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن.. اليوم قبل الغد، وإلا ماذا يبقى لأهل التعنت والعناد، لو طالت الأزمة وسقط البلد في هاوية الانهيار الاقتصادي والمالي!