بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آب 2020 07:18ص ماكرون قرع جرس الإنذار بقوّة..

حجم الخط
مبادراً كان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، في زيارته السريعة والخاطفة إلى بيروت.
شجاعاً كان الزائر الفرنسي الكبير بنزوله إلى المرفأ المنكوب.
وصادقاً في التواصل مع الناس الملتاعين من الفاجعة في الأحياء المهدمة، وإصراره على التفاعل مع نبض المنكوبين بمنازلهم ومؤسساتهم ولقمة عيشهم، وأحبائهم الذين فقدوهم في الانفجار الرهيب.
وجريئاً في حديثه مع الرؤساء الثلاثة عن ضرورات الإصلاح ومكافحة الفساد، وتغيير الذهنية الراهنة في إدارة شؤون البلاد، وأهمية استعادة الثقة داخلياً وخارجياً.
وممتعاً في مؤتمره الصحفي بصراحته بعدم إعطاء شيك على بياض للمسؤولين الحاليين، وطول أُناته في الرد على أسئلة الزميلات والزملاء، وإسهابه في تشريح الواقع السياسي المؤلم في لبنان، وتركيزه على أهمية التغيير عبر الوسائل الديموقراطية.
لم يكن مجيء الرئيس الفرنسي إلى بيروت مجرّد زيارة بروتوكولية إلى بلد صديق تعرّض لكارثة إنسانية مدمرة للبشر والحجر، بل كانت أشبه بجرعة قوية من الأمل والتفاؤل، في وقت أشد ما يكون فيه اللبنانيون بحاجة إلى من يشد أزرهم، ويخفف من أوجاعهم، في ظل تقصير فادح للمسؤولين في القيام بواجباتهم البديهية تجاه شعبهم المنكوب.
الزيارة الرئاسية الفرنسية، لا تعني انتهاء الحصار المفروض على السلطة الحالية بسبب فسادها المفرط، وللضغط عليها لتنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية التي سبق للحكومات اللبنانية المتعاقبة أن تعهدت فيها لمؤتمرات الدعم في باريس منذ عام ٢٠٠٢.
وتدفق المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية من الأشقاء العرب، وخاصة الخليجيين، والأصدقاء الأوروبيين، لا يعني، ولا يجب أن يعني لأهل الحل والربط، رفع الحظر المفروض على المساعدات المالية للبنان، وأن المليارات ستصل بلمح البصر إلى بيروت، لمساعدة البلد المنكوب على الخروج من دوامة الأزمات المالية والنقدية التي يتخبط فيها منذ أشهر، والسلطة الفاشلة عاجزة عن تحديد مسار الإنقاذ المطلوب.
الرئيس الفرنسي قرع جرس الإنذار بقوة، وطرح خريطة الإنقاذ من الانهيار الشامل، فهل من يسمع... ومن يتّعظ... قبل فوات الأوان؟