بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2020 08:15ص مبادرات جنبلاط وتطنيش الآخرين..!

حجم الخط
مبادرات الزعيم وليد جنبلاط بتقديم الدعم المالي لمؤسسات اجتماعية ناشطة في بيروت، تُجسّد حساً وطنياً مميزاً، وتُؤكد التزاماً رفيعاً بالمسؤولية تجاه الفئات الأكثر فقراً، والأكثر حاجة للمساعدة والمساندة في هذه الأيام الصعبة، التي تضغط على الأكثرية الساحقة من اللبنانيين.

لم يحصر زعيم المختارة تقديماته على بيئته في الجبل، كما فعل زعماء طوائف آخرين، بل مدّ يد العون تجاه جمعيات عريقة في خدمة مواطنيها، من دون أي تمييز طائفي أو سياسي أو مناطقي.

نصف مليون دولار لمستشفى رفيق الحريري، مئة الف دولار للصليب الأحمر اللبناني، ومثلها لمستشفى المقاصد، وثالثة لدار الأيتام الإسلامية، ورابعة لدار العجزة الإسلامية، ومئة خامسة لمؤسسات الدكتور محمد خالد، إلى جانب دعمه المستمر لمستشفى عين زوين في الجبل، وجمعيات عديدة في إقليم الخروب.

أهمية هذه التقديمات لا تقف عند قيمتها المالية وحسب، بل في معانيها وأبعادها الوطنية، التي تجاوزت الحواجز الطائفية والمناطقية، لتترجم مفاهيم التضامن والتكافل الوطني والاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد، الذين جمعتهم مآسي هذا الزمان الرديء سياسياً... وكورونياً. فيما الدولة تبدو عاجزة عن نجدة مواطنيها، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الصمود في مواجهة الفيروس اللعين الذي عطّل ما تبقى من حركة الحياة والاقتصاد في بلد كان أصلاً يرزح تحت وطأة معضلات وأزمات مالية ومعيشية غير مسبوقة في تاريخه.

الخطوة الجنبلاطية الرائدة جاءت في وقت أشاح الكثير من السياسيين من أصحاب الثروات والقدرات المالية العالية، عن القيام بواجباتهم تجاه بيئتهم ومواطنيهم، رغم أن العديد منهم تفوح روائح الفساد من أموالهم التي راكموها على حساب هذا الشعب المسكين، واغتصاباً لحقوق خزينة الدولة ومرافقها الحيوية.

الوقت لم يفت بعد للذين ما زالوا متقاعسين و«مطنشين» عن القيام بواجباتهم البديهية تجاه أهلهم ومجتمعهم ومواطنيهم، الذين يبحثون عن لقمة عيشهم في مستوعبات الزبالة، والذين يرون في ثناياها صور العديد من أهل السياسة!