بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الأول 2019 06:05ص محمد شطح غادرتنا مع الرؤية والمشروع!

حجم الخط
عندما نتذكر الدكتور محمد شطح في ذكرى إستشهاده السادسة، نستشعر حجم الفراغ الذي تركه الراحل في صفوف القوى السيادية، وتداعيات غيابه على مجموعة قوى ١٤ آذار، التي سرعان ما تفككت أواصرها إثر غيابه الصاعق.

بعد رحيل محمد شطح إفتقدنا رجل الرؤية الإستراتيجية، وصاحب الجهود المضنية في الحفاظ على الروابط والتنسيق بين الحلفاء، والمُحدِث المُقنع بهدوئه وقوة منطقه، والمثابر بلا ملل على إنجاز الملفات الأكثر تعقيداً.

في زمن المزايدات والترويج للنظريات، بقي محمد شطح متمسكاً بنهجه العملي، وتفكيره الواقعي، وتواضعه الأخوي، في تعاطيه مع الزملاء والرفاق في الجبهة السياسية الواحدة، وفي إطار التيار السياسي الواحد.

عندما داهمته يد الغدر، وعاجلته بتفجير إجرامي على ذلك المنعطف في قلب العاصمة، كان يحمل بين يديه ملف الخروج من سلسلة الأزمات التي كانت تطوق البلد، وأوقفته على مفترق طرق خطر، بعد إستفحال الإنقسامات العامودية والأفقية بين الأطراف الحزبية والسياسية، وإنعكاسات تلك الإنقسامات على الجبهة الداخلية، التي كانت تحوم حولها غربان الفتن والحروب العبثية.

 في أيامه الأخيرة كان يُعد وثيقة تُكرس حياد لبنان عن البراكين المشتعلة حوله، مع التأكيد على الحفاظ على إلتزاماته الوطنية والعربية تجاه القضية الفلسطينية، إنطلاقاً من أهمية تحييد وطن الأرز عن الصراعات المحتدمة في المنطقة، في حماية أمن وإستقرار لبنان، الذي كان يعاني أصلاً، ومنذ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من حالة إنعدام وزن وقلق من شبح حروب طائفية ومذهبية، كانت تطل برأسها كلما اهتزت حبال الأمن في البلد، وسط أجواء الإحتقان والإستفزاز التي كانت سائدة في تلك الفترة.

محمد شطح غادرتنا وحملت معك الرؤية والمشروع، وتركتنا في هذا البحر الهائج من الضياع والإنفعالات! سلام عليك يوم إستُشهدت.. ويوم تُبعث حياً.