بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 نيسان 2019 12:15ص مستشفى المقاصد تستحق الحماية الأمنية

حجم الخط
ما حدث في قسم الطوارئ في مستشفى المقاصد من تصرّف همجي من قبل زعران الملاعب، يجب ألا يمر من دون عقاب رادع، يضع حداً لكل من تسوّل له نفسه اللجوء إلى مثل هذه الأساليب الشارعية، في تصفية حسابات عشائرية، وترويع الأطباء والممرضات والمرضى.
تحرّك جهاز المخابرات بسرعة لتعقب الفاعلين وتوقيف العديد منهم، خطوة جيدة على طريق معاقبة كل من ظهر في الأفلام التي سجلتها كاميرات المستشفى مشاركاً في هذه الهجمة البربرية على مصابين في قسم الطوارئ، شرط أن يبقى التحقيق بعيداً عن التدخلات السياسية، ووسائط أهل النفوذ، حتى يكون المعتدون عبرة لغيرهم، وحتى يدرك الناس أن الدولة قادرة على فرض هيبتها، عندما يصدر مثل هذا القرار من أهل القرار.
المشكلة أنها ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها قسم الطوارئ في مستشفى المقاصد لمثل هذا الحادث المؤسف، كما أن عدة مستشفيات أخرى تعرّضت لاقتحامات وعمليات تكسير وتخريب مماثلة، من دون أن تحرك الأجهزة المعنية ساكناً على صعيد اتخاذ التدابير الاحتياطية اللازمة، لتأمين الحماية الدائمة لهذه المؤسسات التي تؤدي خدمات أساسية لمئات المرضى يومياً.
 لا ندري مَن هو أحق بالحماية، السياسيون وعائلاتهم، أم المستشفيات التي تتعرّض للاستباحة والتخريب، من دون أن تكون قادرة على تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحماية الأمنية. ولماذا لا تتم معاملة المستشفيات مثل السفارات والقنصليات والمقرّات الديبلوماسية، حيث تتوفر الحراسة الأمنية لها على مدار الساعة؟ 
مستشفى المقاصد قلعة صحيّة تقدم خدماتها، ليس لأبناء منطقة الطريق الجديدة وحسب، بل لكل مَن يقصدها، سواء من بيروت أو من خارجها، وبالتالي لا بد من حمايتها من شغب وعبث زعران الشوارع، مهما كانت انتماءاتهم.