بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2021 09:00ص من يُنقذ مطار بيروت من الإهمال..؟

حجم الخط
المسافرون عبر مطار بيروت، سواء كانوا مغادرين أم قادمين، يشكون من الحالة المتردية لهذا المرفق الحيوي، وتفاقم الأعطال والأوساخ في ظل الإهمال المتمادي لأعمال النظافة والصيانة في مختلف أقسام المبنى، الذي يبدو وكأنه شُيّد منذ عقود من الزمن.

 القاعات الرئيسية تعاني من غياب النظافة، ويبدو أن أعمال التنظيف لا تتم يومياً، السلالم الكهربائية معطلة في معظم الأوقات، حتى الممرات الكهربائية لا تعمل بشكل دائم، الفواصل البلاستيكية أمام كونتوارات الأمن العام مهترئة وتحتاج إلى تغيير ونظافة دائمة.

 أما الممرات المؤدية إلى الطائرات فتبدو وكأنها أشبه بالزواريب المهملة في المدينة، حيث بعض الأبواب مُسنّدة بكراسي المكاتب، والعديد من هذه الكراسي أكل عليه الدهر وشرب، سواء بالتنجيد المهترئ أم بالدواليب المكسرة، والأطراف المُخلّعة.

 أما آليات إدخال الحقائب إلى قاعات الوصول فحدّث ولا حرج، حيث معظمها معطل، وفي بعض لا يعمل أكثر من واحد أو إثنين من أصل سبعة أو ثمانية مداخل للحقائب، وبشكل أعرج ويدعو للشفقة من الحالة المزرية التي تستقبل القادمين من الخارج.

 حتى مكيفات التبريد والتهوئة معطلة في معظم القاعات، وتكاد لا تشعر بالتبريد اللازم في القاعات التي مازالت الأجهزة شغالة فيها.

 هذه الصورة المأساوية للمطار الوحيد في البلد، والذي يحمل إسم من دفع روحه دفاعاً عن إستقرار وإزدهار وسيادة البلد، لا يجوز السكوت عنها ، وعدم محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، بل عن هذا التقصير الفادح في تأمين الخدمات على المستوى المطلوب ، ووفق المعايير الدولية التي تليق بالمرفق الجوي الوحيد في لبنان.

 لا مبرر لوصول مطار بيروت إلى هذه الدرجة من البهدلة والإهمال، خاصة وأن المسافرين عبر المطار يدفعون رسوماً عالية عند القدوم أو المغادرة، يتم إستيفاؤها مع ثمن التذاكر، وتقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، ولكن نتائجها لا تظهر في تحسين مستوى الخدمات في المطار .

 رُبَّ قائل أن وضع المطار يجسد الحالة التعيسة التي تهيمن على البلد، وعلى مختلف إدارات الدولة.

 قد يكون هذا صحيحاً، ولكن الإستقلالية الإدارية والمالية التي تتمتع بها إدارة المطار تسمح بالتصرف بالإمكانيات الكبيرة المتاحة لها لتحافظ على المستوى المنشود في إدارة هذه الواجهة الأمامية لوطن الأرز!

فهل من يتحرك وينقذ مطار بيروت من هذا الإهمال قبل فوات الأوان؟