بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2021 08:17ص مهزلة مأساوية في مطار بيروت!

حجم الخط
لم يعد ثمة مرفق يتمتع بمستوى مقبول من الخدمات، وتسيير الأمور للمواطنين،  وتخفيف حالات الضغط والتوتر التي تلف حياة الناس، وحوّلتها إلى جحيم لا يُطاق.

المطار المرفق الجوي الوحيد في البلد، بعد الإصرار على عدم تشغيل مطار  القليعات في الشمال، يُعتبر واجهة البلد الأولى، سياحياً وتجارياً، ويستقبل آلاف  المسافرين يومياً، ويتمتع بإستقلالية إدارية واسعة، ومع ذلك لا تسير الأمور في هذا المرفق الحيوي على النحو المطلوب خدماتياً وتنظيمياً.

الواصل إلى المطار يُدرك فوراً أن موجات الإنهيارات التي تضرب مختلف القطاعات  في البلد، قد وصلت مفاعيلها إلى هذا المرفق الجوي، الذي يشهد دائماً إزدحامات خانقة في مواسم الصيف، بسبب تدفق عائلات اللبنانيين العاملين في الخارج إلى لبنان لقضاء  العطلة الصيفية بين الأهل والأصدقاء.

  ورغم معرفة إدارة المطار لهذا المشهد الذي يتكرر كل عام، فإنها لم تُبادر إلى إتخاذ  الإجراءات اللازمة لإستيعاب الحركة القوية في صالات الوصول التي تستقبل في هذه  الفترة بحدود عشرة آلاف قادم إلى ربوع الوطن يومياً.

  محطة إجراء فحوصات الكورونا تحولت إلى مهزلة مأساوية، حيث تتكدس جموع  القادمين بالآلاف في مساحة ضيقة لا تزيد عن عشرات الأمتار، يتزاحمون ويتدافعون أمام  أربع طاولات فقط يعمل خلفها المكلفون بأخذ عينات من المسافرين، وتكون النتيجة أكثر  من ساعتين أحيانًا من الإنتظار وسط حشود يسهل إنتقال العدوى بينها بسبب غياب أبسط قواعد التباعد والإحتراز.

  وما أن ينتقل القادم إلى قاعة إستلام الحقائب حتى يبدأ فصل جديد من المعاناة،  حيث معظم آلات السكانر معطلة، ويتم مسح حقائب جميع الواصلين من جميع الرحلات  في وقت واحد على السكانر الوحيدة العاملة في المطار! الأمر الذي يفرض على الركاب  ساعات طويلة من الإنتظار المتوتر، وسط أجواء من الصراخ والفوضى، وكأن المطار تحوّل  إلى «حمام مقطوعة المي فيه»، على حد قول المثل الشعبي!

يبقى أن نُذكّر أن المسافرين، القادمين والمغادرين، يدفعون رسوم القدوم والمغادرة بالعملات الأجنبية، المفترض أنها مخصصة لأعمال الصيانة والحفاظ على مستوى لائق  للخدمات.

  ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود في هذا الزمن الرديء!