22 كانون الثاني 2022 08:10ص نهج الاعتدال لن يغيب عن بيروت..

حجم الخط
 العزوف عن الترشح للإنتخابات في بيروت بدأ يشكل ظاهرة غير مألوفة في الوسط السياسي في العاصمة، حيث جرت العادة أن يتم الإنسحاب من العمل السياسي بعد خوض إنتخابات خاسرة، وليس قبلها، على نحو ما حصل مع الرئيس سليم الحص، أطال الله بعمره، الذي أعلن خروجه من المعترك السياسي إثر خسارته في إنتخابات عام٢٠٠٠، وكان رئيساً للحكومة التي أدارت العملية الإنتخابية، ولكنه أكد بقاءه في صلب العمل الوطني. 

تباينت الخلفيات التي تقف وراء إعلان الرئيس تمام سلام عزوفه عن خوض الإنتخابات، في وقت بدا وكأنه أكثر قرباً من إستعادة هذا البيت الوطني زعامته التاريخية لبيروت، والتي تعود جذورها إلى أكثر من مئة عام. في حين عمد الرئيس سعد الحريري إلى الإبتعاد عن المسرح السياسي، عوض الانكباب على تقييم تجربته المريرة، والتسلح بالجرأة اللازمة للإعتراف بالأخطاء، والتعهد بتصحيح ما يجب تصحيحه، تمهيداً للعودة إلى المسار الصحيح.

غياب الرجلين الصادم لا يعني، ولا يجب أن يعني بشكل من الأشكال، غروب نهج الإعتدال في بيروت خاصة، وفي الساحة السنيّة عامة، لأن أهل السنّة والجماعة تميزوا دائماً بالإعتدال، والحرص على إعتماد الحوار أسلوباً في معالجة الأزمات والملمَّات، والتمسك بخيار الدولة والشرعية في مختلف المراحل الصعبة، وفي كل مرة يلجأ فيها شركاء في الوطن إلى إستخدام القوة أو العنف سبيلاً لبلوغ أهدافهم السياسية.

لا شك أن هذه التطورات المتسارعة ستثير إهتزازات مختلفة، إنطلاقاً من بيروت وصولاً إلى مناطق الإنتشار السني، ولكن واقع المعاناة والإحباط الذي يعيشه الشارع السنّي في السنوات الأخيرة، ساهم في إنضاج الظروف المناسبة بتحويل الإنتخابات المقبلة إلى مفصل تاريخي للتغيير، وتشجيع الشباب لإدخال دم جديد في الحركة السياسية في البيئة السنّية، وإعادة التوازن للجسم السياسي السنّي.

 لكن السؤال الأساس يبقى: كيف سيكون الإقبال السنّي على صناديق الإقتراع؟ 

للكلام تتمة.