بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 حزيران 2018 12:44ص هدر ناري من دون حسيب أو رقيب!

حجم الخط
لم يكن ينقص زيارة رئيسة الحكومة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت, إلا سماع حفلة إطلاق العيارات النارية عشوائياً, وبهذه الكثافة التي عمّت معظم أحياء العاصمة, فور إعلان نتائج امتحانات البريفيه!
المفارقة اللبنانية التقليدية, أن اللبنانيين أحرقوا مئات الألوف من الدولارات خلال ساعات قليلة, عبر احتفالات متخلفة لمناسبة نجاح أولادهم في شهادة, كانت حتى الأمس القريب مطروحة على طاولة الإلغاء في مجلس الوزراء, على اعتبار أنها فقدت قيمتها التعليمية والعلمية, بعد التطورات الكبيرة التي طرأت على البرامج التعليمية الحديثة في العالم!
الزائرة الألمانية الكبيرة جاءت لبنان, لتبحث في تقديم المساعدات العاجلة لمساعدة الدولة اللبنانية على تجاوز الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يجتازها البلد, فضلاً عن العمل على تخفيف الأعباء التي يتحمّلها بلد الأرز في استضافة مليون وخمسمائة ألف نازح سوري, منذ بضع سنوات, وضغوطات تلك الأعباء على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي, والتي وصلت إلى ما يمس لقمة عيش كل لبناني!
الموجة الهستيرية في إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات، أمس, جسّدت جانباً آخر من واقع الهدر الذي يستنزف الطاقات الوطنية, ويزيد من حالة الإرهاق التي تضغط على المالية العامة, من دون حسيب أو رقيب, ومن دون اتخاذ أية إجراءات من جانب القوى الأمنية لمكافحة مثل هذه الممارسات الشاذة, والتي تثير أبشع الانطباعات خاصة عند الأصدقاء الألمان, وغيرهم من الأوروبيين!
إذا كانت شهادة البريفيه استهلكت هذا الكم من الهدر الناري المجنون, ماذا ننتظر عند إعلان نتائج الشهادات الأهم, في الأسابيع المقبلة؟