بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 آب 2018 12:05ص هل تُعاملنا أوطاننا مثل بلاد الاغتراب..؟

حجم الخط
مقال الأسبوع الماضي «لماذا سبقونا بفوارق فلكية؟» أثار الكثير من ردود الفعل والتعليقات المحلية والاغترابية, وكلها تُحاكي معاناة اللبناني في وطنه, والفرص المتاحة له في عالم الاغتراب, والتي حوّلته من إنسان مهمّش في بلده إلى مواطن طموح وناشط في «موطنه الجديد»!
واختصاراً للوقت, واكتفاءً بنموذج يُعبّر عمّا يجول في خواطر مغتربينا, بعد خروجهم من الوطن, اخترت رسالة «صادمة» من صديق مقيم في فرنسا منذ سنوات, ويتابع بكثير من التفاصيل ما يجري في لبنان والمنطقة, من أحداث و«ويلات», حسب تعبيره.
يحاول صاحبنا أن يبتعد عن التنظير في كلامه, ويستعرض شواهد عملية عن مدى نجاح المغتربين العرب, وخاصة اللبنانيين في الخارج, والذين وصل العديد منهم إلى حدّ تولي مقاليد السلطة, والقيام بمسؤوليات وطنية كبيرة, ما كانوا يستطيعون الوصول إليها في بلدانهم الأصلية!
ويضرب مثلاً بالمغترب اللبناني ماريو عبده, الذي انتخب مؤخراً رئيساً لجمهورية الباراغواي, والمغترب من أصول سورية طارق العيسمي نائب رئيس جمهورية فنزويلا, وغيرهم ممن سبقوهم في مواقع المسؤولية الأولى في البرازيل, مثل باولو معلوف, وكارلوس منعم المتحدّر من أصول سورية, الذي تولى رئاسة الأرجنتين في أواخر التسعينات، فضلاً عن العشرات الذين يشغلون مناصب نيابية ووزارية في دول الاغتراب.
ويختم صاحبنا رسالته برواية حصلت مع مهاجر عراقي في السويد, حيث التحق ابنه بإحدى المدارس الحكومية, ونجح في إحراز درجات متقدمة على رفاقه. وحدث أنّ المدرسة نظمت رحلة إلى أحد بلدان أميركا الجنوبية, وفوجئت معلمة التلميذ العراقي بأنه لا يحمل جواز سفر, وأن كل ما لديه هو إقامة دائمة في السويد, فخشيت أن يُصاب الولد بصدمة نفسية من تعامل المدرسة والمجتمع السويدي مع عائلته, في حال لم يسافر مع رفاقه بسبب عدم حيازته الجواز السويدي بعد, فبادرت مديرة المدرسة إلى مخاطبة رئيس الحكومة السويدية, شارحة له وضعية التلميذ المجتهد, فما كان من المسؤول السويدي إلا أن تجاوب مع رسالتها, ومنح العراقي الصغير جواز سفر سويدياً ليتمكن من السفر مع رفاقه, وتجنب تعرّضه لـ «صدمة نفسية» قد تؤثر على مجرى حياته!!
ويتساءل صاحب الرسالة: هل يحصل مثل هذا لمواطنينا في بلدانهم؟ وإذا حاولنا مخاطبة مسؤول في بلدنا, ولو من الدرجة العاشرة, هل يتنازل ويرد على رسالتنا؟ ومَن يهتم بالصدمات والمعاناة التي تعيشها أجيال بكاملها في بلادنا العربية؟