بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تشرين الأول 2018 12:39ص هل تصلح القاهرة ما يفسده عطارو السياسة..؟

حجم الخط
الاتصالات التي يقوم بها سفير مصر في لبنان نزيه النجاري مع الرؤساء الثلاثة والقيادات السياسية المعنية بتأليف الحكومة، يمكن أن تكسر المراوحة المملة التي تدور فيها محاولات إتمام الولادة الحكومية منذ أربعة أشهر ونيّف. دخول القاهرة على خط الأزمة الحكومية، يُعتبر خطوة مشجعة لإعادة إنعاش الآمال بإمكانية تظهير الحكومة الجديدة، قبل خراب البصرة، ووصول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى قاع الهاوية.
الأرجح أن التحرّك المصري الديبلوماسي جاء نتيجة اللقاء الذي تم بين الرئيسين ميشال عون وعبد الفتاح السيسي في نيويورك، على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث استعرض الرئيسان التطورات الإقليمية والصعوبات التي تعترض تأليف الحكومة اللبنانية.
الواقع أن مصر هي من البلدان العربية القليلة القادرة على بذل مساعيها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية، والعمل على تدوير الزوايا والخلافات الحادّة، والتوصل إلى صيغ مشتركة ومتوازنة، في حال تجاوب السياسيون اللبنانيون، وتخلوا عن الأنانيات الحزبية والشخصية، ووضعوا مصالح البلاد والعباد فوق أي اعتبار آخر. 
والمعروف أن القاهرة تتمتع بعلاقات ودّ واحترام مع مختلف القوى السياسية اللبنانية، وسبق لها أن قامت بعدة مساع لإخراج لبنان من أزماته المتكررة، والمساهمة في التوصل إلى الحلول المناسبة للمشاكل المستعصية، بعيداً عن أي غرضية، ومن دون إي انحياز لهذا الطرف أو ذاك الفريق.
يبدو أن الطريق المسدود الذي وصلت إليه المساعي الحكومية أصبحت يتطلب تدخلاً من الخارج، من شقيق أو صديق، وكأن أهل السياسة في لبنان قد اعتادوا مثل هذه التدخلات، التي يعتبرها البعض بمثابة «نجدات» للخروج من المأزق المتفاقم الذي يشلّ الدولة، ويؤكد عجز الطبقة السياسية عن إيجاد الحلول المناسبة لخلافاتها المعقدة! 
فهل تُصلح القاهرة ما أفسده عطارو وسياسيو هذا الزمان الرديء؟