بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تموز 2021 07:12ص هل تكفي الضمانات الخارجية؟

حجم الخط
الخطوة الأولى في المحاولة الجديدة لتشكيل الحكومة إنطلقت عبر الإستشارات النيابية الملزمة، ونتائجها الميكانيكية المتوقعة نتيجة فرز أصوات النواب وتسمياتهم للرئيس المكلف.

ولكن التجارب المريرة، خاصة في هذا العهد، علمتنا أن النجاح الروتيني للتكليف لا يعني نجاحاً في التأليف، لأن تسهيل الولادة الحكومية يتطلب تعاونا من الأطراف السياسية المعنية، بكل ما يقتضيه هذا التعاون من تقديم المصالح العليا للبلد على الحسابات الشخصية والحزبية الضيقة، وبكل ما تتطلبه الصعوبات والتحديات من تفاهمات وصيغ إبداعية، تقود عادة إلى تنازلات متبادلة، تُعبّد الطريق لتسويات قادرة على إخراج البلاد والعباد من دوامة الأزمات المدمرة.

كلام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن عدم وجود «عصا سحرية» لديه، تنقل البلد من مهاوي الإنهيارات، إلى رحاب الإنقاذ والإستقرار، ينسجم مع الواقع الصعب الذي يكابده الوطن في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه، ولكن إشارته الواضحة عن وجود ضمانات خارجية شجعته على الإقدام على خوض غمار الحكومة العتيدة، تُعتبر مجموعة رسائل متعددة الأهداف، بتعدد الأطراف المعنية مباشرة بهذا الكلام، في حال اعتبرنا ثمة ترجمة جدية وعملية لهذه الضمانات.

ولكن هل الحديث عن الضمانات الخارجية يكفي لتسهيل الولادة الحكومية..؟ أم أن التوافقات الداخلية تبقى هي الأساس قياساً على تجربة التكليفين السابقين لكل من السفير مصطفى أديب والرئيس سعد الحريري، والتي أضاعت سنة كاملة في وقت كان فيه لبنان في سباق محتدم بين الإنهيار والإنقاذ، فكانت النتيجة أن اقتحم الإنهيار مقومات الحياة اليومية، وبقي الإنقاذ مجرد شعار للمزايدة وذر الرماد في العيون، لتغطية سماوات الفساد والصفقات بقبوات الإصلاح والتغيير!

تكليف ميقاتي تأليف الحكومة العتيدة يبقى فرصة جديدة للبلد المأزوم لإلتقاط الأنفاس، وتجديد مناخ التفاؤل وتأكيد القدرة على النهوض من جديد، في حال توفرت الحكومة القادرة، كفريق عمل منسجم، واجتاز رئيسها حقول الألغام، الداخلية منها، والخارجية.