بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تموز 2022 08:03ص هل ثمة «كاظمي» لبناني لإنقاذ البلد..؟

حجم الخط
التجاوب العراقي السريع في تلبية حاجات لبنان الملحة من الفيول والقمح، يستحق الوقوف عنده بكل تقدير، تحيةً لمواقف رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، المحب للبنان، والذي أثبت أكثر من مرة أنه يشعر بمعاناة أشقائه اللبنانيين، في زمن الجوع والعتمة.
صحيح أن العلاقات الشخصية المميزة التي تربط رجل الدولة العراقي بصديقه مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، تلعب دوراً أساسياً في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، ولكن الأصح أيضاً أن تجربة الكاظمي في بغداد تجازوت بأبعادها الجغرافية العراقية، لتمتد إلى الآفاق العربية، وتركز على إستعادة دور بلد الرافدين كجسر تواصل بين الأشقاء العرب أولاً، ثم كمساحة حوار بين العرب ودول الجوار، وخاصة إيران.
إن نجاح رئيس الحكومة العراقية في تصحيح مسار الدولة العراقية، والإبتعاد عن صراعات المحاور الإقليمية، والخروج من عباءة النفوذ الإيراني، ساهم في بناء الثقة المتبادلة مع الأشقاء العرب، قومياً وخليجياً، وفي إخراج العراق من عزلته العربية، وعودته مشاركاً دائماً في القمم العربية، سواء على مستوى القمة السنوية الشاملة، أم على مستوى القمم الرباعية والثلاثية مع مصر والأردن وفلسطين، أم بالنسبة للقمم العربية ــ الدولية، مثل قمة جدة الأخيرة بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن.
ظروف العراق السياسية والإجتماعية تتشابه إلى حد كبير مع الواقع اللبناني الراهن، الذي مازال يتخبط في تعثر سياسة النأي بالنفس، والعودة إلى الصف العربي، وكسب ثقة الأشقاء العرب، وعودة لبنان كرئة للحوار والتلاقي بين العرب، وجسر تواصل بين الشرق والغرب.
إعادة التوازن في السياسة الخارجية العراقية فتحت أبواب التعاون والمساعدة مع الدول العربية، مع حرص الكاظمي على الحفاظ على علاقات الود والصداقة مع طهران، مما أتاح للعراق أن يلعب دور الوسيط في تحسين العلاقات العربية، وخاصة السعودية، مع إيران، حيث شهدت بغداد جولات من المفاوضات السعودية ــ الإيرانية، من المتوقع أن تسفر عن خطوات إيجابية وشيكة في تحسين العلاقات بين البلدين.
مصطفى الكاظمي أضحى المثل والمثال لنجاح السياسات الوطنية في تجاوز الأنواء الإقليمية..، فهل يكون ثمة «كاظمي» لبناني لتخليص البلد من إرباكاته الراهنة؟