بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آب 2022 08:07ص هل مِن مُنقذ لمستشفى المقاصد..؟

حجم الخط
من سوء الصدف أن تتعرض مستشفى المقاصد في الطريق الجديدة إلى ضغوط مالية وتقنية، بسبب الغياب الدائم للتيار الكهربائي، وذلك في عهد وزير الصحة د. فراس الأبيض، الذي بدأ وعيه الصحي في هذه المؤسسة بالذات، أيام كان والده ربيع الأبيض مديراً لمستشفى المقاصد لسنوات طويلة، وفي أصعب المراحل التي مرت بها إبّان سنوات الحرب السوداء.
هذا الصرح الإستشفائي العريق، يُعتبر الجناح الآخر لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، بعد الجناح الأول الخاص في التربية والتعليم، وبالتالي فإن المستشفى لا تعمل على القاعدة التجارية، وبمقاييس الربح والخسارة، كباقي المستشفيات الخاصة، ومع ذلك فهي تُعاني من أبشع مظاهر الإهمال والتجاهل من وزارتي الصحة والمالية، حيث تتراكم المستحقات المالية بالمليارات من الليرات اللبنانية، فضلاً عن تقصير مؤسسة كهرباء لبنان في توفير التيار الكهربائي ولو لساعات معدودة، تساعد في خفض فاتورة المازوت، وتخفيف الأعباء المالية الضاغطة على الإدارة، التي وجدت نفسها مؤخراً أمام خيارين كل منهما أشد مرارة من الآخر: إما الإقفال أو الإضطرار إلى توقيف بعض الخدمات الأساسية وعدم إستقبال المرضى، والإكتفاء بعلاجات العيادات الخارجية، وبعض حالات الطوارئ.
ووزير الصحة يعرف، ورئيس الحكومة يُدرك، أن مستشفى المقاصد يخدم منطقة الطريق الجديدة، الأكثر إزدحاماً في بيروت، والعديد من أحياء العاصمة، بعدما أصبح المستشفى الوحيد في المنطقة، بعد إقفال مستشفى البربير، ومستشفى الشرق الأوسط.
وفي حال توقف مستشفى المقاصد عن العمل تفتقد هذه المناطق المكتظة أبسط الخدمات الصحية والإستشفائية، حيث لا مؤسسات حكومية، ولا مستوصفات بلدية، وأهالي هذه المناطق لا قدرة لهم على تحمّل نفقات العلاج في المستشفيات الخاصة.
فهل مِن مُنقذ لهذا الصرح الطبي والإستشفائي قبل فوات الأوان؟