بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تموز 2022 08:04ص هل يتعلم الساسة المخضرمون من الشباب المنتصرين..؟

حجم الخط
شباب لبنان أوصلوا بلدهم إلى العالمية في بطولة آسيا، والسياسيون أوصلوا لبنان إلى الإفلاس، وأسقطوا الناس إلى جهنم وبئس المصير.
هذه المقارنة تسحب نفسها على كل مناحي الحياة اليومية لمسلسل الأزمات الذي يطوق حياة اللبنانيين منذ سنوات، وأهل الحل والربط لا هم لهم سوى الصفقات والسمسرات، والإمعان في أساليب الخلافات والمناكفات والكيدية.
ليس سهلاً على شباب المنتخب اللبناني لكرة السلة أن يخوضوا عشرات المباريات ضد فرق دولية، ومتفوقة في بلدانها وفي القارات التي تنتمي إليها، ويفوزوا بالمراتب الأولى التي قادتهم إلى المربع الذهبي، وخوض مباراة البطولة الأولى ضد دولة بحجم أستراليا.
لقد أثبت الفريق الوطني أن اللبنانيين قادرون على التغلب على أزماتهم ومشاكلهم المزمنة، إذا توحدت إراداتهم، وجمّعوا جهودهم، وتلاقت نواياهم، ونجحوا في التنسيق بين مواقفهم، على الطريقة التي لعب بها الفريق المنتصر في معظم مباراته.
لا ضرورة للتذكير أن تركيبة المنتخب الوطني تُجسد النسيج اللبناني، بكل أطيافه وألوانه السياسية والمناطقية، وهم ليسوا أبناء بيئة واحدة، ولا ينتمون إلى حزب واحد، ولا إلى نادي واحد، بل هم ينتمون إلى نوادٍ متنافسة على البطولات المحلية، وغالباً ما يلعبون ضد بعضهم بعضاً في المباريات المحلية.
ولكن روح الفريق الواحد، تغلبت على كل الحساسيات والإختلافات التي يعيشونها في المنافسات المحلية، ووضعوا خلف ظهورهم كل الدوافع الأنانية، رافعين قواعد اللعب الجماعي فوق الحسابات والمصالح الشخصية، وكان تحقيق النصر للوطن هو هاجسهم الأول والأخير.
من حق كل لبناني أن يسأل: هل يتعلم ساسة البلد المخضرمون من شباب المنتخب اللبناني العمل معاً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر والحجر من ركام الإنهيارات الراهنة؟
لماذا لا يُضحي أهل الحكم بمصالحهم الأنانية وحساباتهم الشخصية على مذبح الوطن، ومن أجل التخفيف من معاناة هذا الشعب المعذب؟
وكيف يتحمل لاعبو السياسة الفاشلون وطأة فشلهم المتفاقم الذي أوصل البلاد والعباد إلى جهنم؟
لم يعد ينفع القول أن الذين إستحوا ماتوا..، لأن ضمائرهم ماتت قبل أن يلفظوا أرواحهم!