بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آب 2020 07:35ص هل يسقط الإنقاذ أمام الدولة الفاشلة..؟

حجم الخط
هاتفني صديقي من وراء البحار، وقلقه على البلد وأهله يسبق كلماته:

هل إقتربت ساعة الخلاص..، هل سيمسك أهل السياسة الفرصة المتاحة للإنقاذ، بعدما هبّت دول العالم لنجدة الوطن المنكوب..، أم تراهم سيهدرون كل هذا الحماس الدولي على مذبح مصالحهم وأنانياتهم..؟

ويتابع بلهجة المتلهف لحماية بقايا الدولة ومن نجا من أهلها من دمار الإنفجار الزلزالي: نحن هنا نتابع كل صغيرة وكبيرة بأدق التفاصيل، ومن مختلف مصادر الأخبار والمعلومات من أميركا وأوروبا، ولكن لم نسمع حتى الآن ما يُطمئن بأن المنظومة السياسية إستوعبت هول الكارثة التي حلت بلبنان وهذا الشعب المغلوب على أمره، وما زالت حسابات الربح والخسارة تتحكم بمواقف أهل الحل والربط، على خلفية المحاصصات في مواقع السلطة، وبمقاييس هيمنة النفوذ والإستئثار بمكاسب الحكم.

ويسترسل صاحبنا وكأنه يقرأ في كتاب أمامه:

ألم يُدرك أهل الحل والربط بعد أن الوقت لا يعمل لصالحهم، ولا لمصلحة البلد، لأن العالم، كشف فسادهم، وقرِف من عبثهم، وضاق ذرعاً بمناوراتهم وسخافاتهم، وما يجري اليوم من حراك دولي هو محاولة أخيرة لإنقاذ الشعب اللبناني من براثن هذه الطغمة المتحكمة بمقدرات اللبنانيين، وبمصير الأجيال الشابة، وأن لا مجال لتضييع المزيد من الوقت في تفاهات الطقم السياسي المفلس.

ويُردف وكأنه يعرف سلفاً إجاباتي على تساؤلاته:

تشكيل الحكومة الجديدة قبل الأول من أيلول ليس مجرد مهلة إفتراضية، قابلة للتعديل أو التحوير، بقدر ما هي إمتحان جدّي وجديد لقدرة المنظومة السياسية على التكيف مع مطالب الدول المانحة في تحقيق الإصلاحات الموعودة، والإستجابة لمتطلبات المرحلة المقبلة في تجديد دم الحياة السياسية في البلد، عبر قانون إنتخابي عصري، يضع حداً للإقطاعيات السياسية والطائفية الراهنة.

قاطعته قبل أن يُكمل كلامه:

وماذا لو لم يحصل كل ذلك..، وتغلبت تواطؤات الطبقة السياسية على هذه المعطيات الوردية والمتفائلة؟

فأجابني على الفور: عندها على البلد ودولته الفاشلة ألف سلام!!