بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 كانون الأول 2021 08:08ص وقفة حزن على أطلال وطن

حجم الخط
مشاعر الحزن والأسى تغمر حياة اللبنانيين الذين يبكون حالة التردي والفقر التي وصلوا إليها في عهد طغمة حاكمة وفاسدة، بعدما كانوا لعقود طويلة من الزمن يعيشون في أجواء من الإستقرار والبحبوحة، ويحافظون على مكانة التميز والريادة في التعليم والطب والإستشفاء والخدمات المصرفية والسياحية. 

يتطلع اللبنانيون حولهم في أرجاء الوطن العربي، فيندهشون بفعاليات معرض اكسبو 2020 في دبي، والذي تفوّق بهندساته وتنظيمه أسلافه في العديد من الدول الأخرى. ويتحمسون لمهرجان إفتتاح الألعاب الأولمبية العربية في الدوحة، وما سيتلوها من مهرجانات خرافية في إفتتاح الألعاب الأولمبية الدولية العام القادم. ويزدادون إعجاباً بتجربة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر الذي إحتلت بلاده المقعد الخامس في سلم الدول الأكثر نمواً لعام ٢٠٢٠، بعدما حقق عدة نقلات نوعية في أداء الإقتصاد المصري، وأخذ بنصائح صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى، للخروج من دوامة العجز المالي والأزمات الإجتماعية التي كانت تعاني منها مصر منذ سنوات طويلة.

ويتابع اللبنانيون بكثير من الإعجاب مسار التسوية السياسية بين العسكر والسياسيين في السودان، بعد تأزم مفاجئ كاد يقضي على مكتسبات الثورة الديموقراطية التي أنهت عقوداً من الحكم العسكري بقيادة عمر البشير. والمسار الليبي في ترسيخ أسس العملية السياسية وإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها ليست غائبة عن إهتمام اللبنانيين، الذين يتوجسون بتأجيل الإنتخابات النيابية والرئاسية في بلادهم، لأسباب ليست خافية على أحد. والمخاض الإصلاحي في تونس، وما يعتوره من عمليات كر وفر بين مؤيدي الرئيس التونسي قيس بن سعيد، ومعارضيه من جماعة حركة النهضة الإسلامية، يحتل مساحة من إهتمام اللبنانيين الذين يتوقون لحركة إصلاحية مماثلة تُنقذهم من المنظومة الحاكمة وفسادها. 

أما تجربة التحول الإقتصادي والإجتماعي الضخمة التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إطار الخطة الإستراتيجية ٢٠٣٠، فتستحوذ على إعجاب اللبنانيين الذين يتابعون عن كثب إنجازات هذه التجربة الجريئة والعملاقة، وما تحققه في مسار التطوير والحداثة في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والحياتية، والتي تزرع مفاهيم جديدة في نفوس الأجيال الشبابية، تُلبي متطلبات النهضة الحضارية الواسعة التي أطلقها الأمير الشاب محمد بن سلمان. 

حتى العراق إستعاد زمام المبادرة في إدارة السلطة الوطنية، ويستعد للعودة إلى الصف العربي، وسوريا ترفع ركام الحرب وتمضي في تطبيع علاقاتها العربية..، 

أمام هذا المشهد العربي المفعم بالتفاؤل والمؤشرات الإيجابية، يقف اللبنانيون مُحبطين على أطلال وطن كان حتى الأمس القريب واحة الحرية والتقدم والإزدهار في دنيا العرب، قبل أن يتحول هذه الأيام إلى خاصرة ضعيفة في الجسد العربي، بعد أن أصبح منبراً للتهجم على الأشقاء العرب !