بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الثاني 2021 08:17ص يأكلون لحوم الفقراء وهم أحياء...

حجم الخط
ما يجري في طرابلس من شغب وتخريب جريمة موصوفة للسلطة وأجهزتها المختلفة، ليس بحق مدينة حافظت على هويتها الوطنية في أصعب الظروف وحسب، بل بحق كل لبناني يعاني اليوم من وجع الفقر والعوز والبطالة، الذي يشعر به أبناء الفيحاء، ودفعهم لتفجير غضبهم ضد هذه السلطة الفاجرة في إهمال شعبها، واللاهثة وراء فسادها وصفقاتها.

الجريمة الشنعاء التي إستهدفت أهل طرابلس بأخلاقهم وقِيمهم وحرصهم على حماية مدينتهم من عناصر الشغب، والمأجورين القادمين من خارج الفيحاء، يجب أن لا تمر بدون عقاب لكل من تثبت مسؤوليته، سواء كان مخرباً في الشارع، أم مسؤولاً على كراسي السلطة والنفوذ.

مسؤولية نواب المدينة ومرجعياتها الوطنية، الروحية والسياسية والنخبوية، أن يُلاحقوا السلطة المتراخية للقيام بواجباتها القانونية، تجاه كل من يضمر الحقد والكراهية لمدينة العلم والعلماء، ويحاول إستخدام أهلها الطيبين كمتاريس بشرية، لأهداف سياسية وسلطوية دنيئة، وكأن العاصمة الثانية أصبحت صندوقة بريد بين الأطراف المتصارعة داخلياً وإقليمياً.

لقد عانت الفيحاء وأهلها قبل سنوات، من فصول المعارك العبثية بين الأخوة في منطقتي باب التبانة وجبل محسن، وكان واضحاً فيها آثار بعض أطراف السلطة يومذاك في صب الزيت على الخلافات الوهمية والمفتعلة بين فقراء المنطقتين، والتي ألحقت الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات بين الأبرياء، قبل أن تنتهي مسرحية الإشتباكات الوهمية، ويتم وقف إطلاق النار العبثي بكبسة زر، بعد أشهر مديدة من المعارك غير المبررة بين الطرفين.

ما يجري هذه الأيام في شوارع طرابلس من تخريب وحرق وتدمير لمنشآت المدينة الحيوية، من البلدية إلى المحاكم الشرعية وصولاً إلى السراي، هو في الواقع مشهد من حرب بين أجهزة متخالفة، ولاعبين سياسيين، منهم المخضرمين، وبعضهم مازالوا أغراراً في لعبة الشارع، والذين يسعون إلى تحقيق غاياتهم السياسية بأبشع الوسائل الإجرامية، حتى ولو إقتضى الأمر إحراق المدينة، وأكل لحوم الفقراء من أهلها وهم أحياء!

بئس هذه السلطة الفاسدة والمارقة، ولعن الله أهل الفتنة والمخربين وكل الإنتهازيين!