هل تحوّلت بيروت إلى مكب كبير للنفايات المبعثرة في الشوارع في ظل غياب مكافحة ظاهرة «النكّيشة» المتسلطين على المستوعبات؟
سؤال تسأله الأوساط البيروتية وتوجهه إلى بلدية العاصمة وشرطة بيروت بعدما تفشت ظاهرة بعثرة نفايات المستوعبات من قبل «النكّيشة» الذين يمزقون الاكياس ليأخذوا ما يصلح لإعادة التدوير ويرمون ما تبقى على الأرصفة والطرق لتقوم السيّارات العابرة عن غير قصد ببعثرتها ومعها تبدأ مأساة العابرين الذين يكابدون للحفاظ على صحتهم حيث يفرض عليهم تنشق الروائح الكريهة وتلقي لدغات الذباب نهاراً واخطار مواجهة الكلاب والقطط والجرذان ليلاً وسط غياب تام للجهات الرقابية المولجة بمكافحة هذه الظاهرة.
مصادر بلدية أوضحت لـ «اللواء» ان ظاهرة نكش محتويات المستوعبات أصبحت تُهدّد السلامة العامة لصحة المواطنين واضرارها أصبحت حقيقية، وهناك أسباب لتفاقم المشكلة يقتضي معالجتها لمكافحة هذه الظاهرة الخطرة.
فالعابثون بمستوعبات النفايات «جيش منظم» لهم معداتهم وآلياتهم، فهم قسّموا أماكن تواجد المستوعبات والمولجين بنكشها حيث يقومون بجمع المواد الصالحة التدوير على الأرصفة وتجهيزها لتحضر لاحقاً لآليات من شاحنات وتكتوك، ودراجات لرفعها إلى أماكن التجميع لفرزها ثم نقلها إلى بؤر البيع وكل هذا يجري على املاك عامة.
اضافت المصادر البلدية: انه على صعيد المجلس البلدي لمدينة بيروت، فقد أصدر قرارات عدّة بهذا الشأن، والإدارة البلدية وعدت بالمعالجة الا ان شيئاً لم يتغيّر بل العكس فإن المشكلة تفاقمت بسبب وجود مشكلة تأخير في رفع النفايات وكذلك عمليات الكنس من قبل متعهد النفايات في بيروت، وهذا سمح للعابثين بالمستوعبات من استغلال هذا التراكم لتغطية نتائج مخالفاتهم،وأن تامطلوب لحلّ ومكافحة هذه الظاهرة تدخل بلدية بيروت بمؤازاة شرطة العاصمة واتخاذ إجراءات عملية منها:
- تفعيل دوريات حرس مدينة بيروت وإدخال الدراجات النارية التي استحصل عليها الفوج في الخدمة لتسهيل تنقل العناصر وبكلفة أقل للمحروقات التي توافرت بعد إنشاء محطة الوقود الخاصة بالبلدية في الكرنتينا.
- إصدار محافظ مدينة بيروت تعميماً وتحذيراً وطلباً إلى شرطة بيروت لمكافحة هذه الظاهرة وتكليف المصالح والدوائر البلدية والحرس البلدي بمتابعة قمع هذه الظاهرة.
- إطلاق حملة توعية من هذه الظاهرة بمساعدة الجمعيات.
- تحرير محاضر ضبط بحق «النكّيشة» والتأكد من اوراقهم الثبوتية وقانونية اقامتهم وأخذ تعهد عليهم في حال تكرار المخالفة بترحيلهم.
- دهم أماكن التجميع الموجودة على الأملاك العامة وتحريرها من المحتويات والمتسلطين.
وختمت المصادر البلدية:«هناك ايضا إجراءات ذات صلة يمكن للبلدية اتخاذها لكن يبقى أهمها تفعيل دور عناصر الحرس البلدي وخصوصا بعد ان أصبح للفوج قائد جديد يسعى لتطوير وتفعيل عمل الفوج وان المأمول ان تكون باكورة إنجازات الفوج الآن تأمين سبل صحة المواطن التي لا تقل أهمية عن توفير أمنه، ومكافحة هذه الظاهرة لا تحتاج لا إلى دولارات ولا ليرات بل إلى تدابير متوافرة.