تعوّل الأوطان على جهود أبنائها لتحقيق النهضة والتقدّم، ويشكّل القطاعان الخاص والأهلي السند للجهات الرسمية والحكومية، وفي لبنان الذي يعاني من الأزمات الدائمة تصبح الحاجة إلى القطاع الأهلي الذي يضم الجمعيات والروابط الأهلية أكثر إلحاحاً لتوفير احتياجات وصمود المواطن على الصعد كافة، فبيروت عاصمة الوطن التي عاني ابناؤها من الهجرة الداخلية وهدر الحقوق في الوظائف العامة وانخفاض الدخل ومستوى المعيشة وتعطّل المصالح التجارية يتطلّعون إلى دور الاتحادات والجمعيات والفاعليات ورجالات المدنية لتوفير مستلزمات صمودهم في مدينتهم.
«الاتحاد الأهلي البيروتي»، الذي استحصل على العلم والخبر بتاريخ 2/3/2021، أي منذ شهرين، ساهم بشكل لافت في مد يد العون إلى أهل بيروت على الصعد كافة، وحقّق خطوات ملموسة في حجم تقديماته وبناء هيكليّة لجانه.
«اللواء» التقت رئيس الاتحاد الكابتن عماد حاسبيني للوقوف على البرنامج والأهداف والغايات من إنشاء الاتحاد:
{ ما الغاية من إنشاء الاتحاد، وما هي أهدافه؟
- الغاية السامية من إنشاء الاتحاد يجسّدها شعار الاتحاد وهو «قوّتنا في وحدتنا وصدق محبّتنا لبعضنا البعض»، ويهدف إلى لَمْ شمل الجمعيات العائلية والأهلية والفاعليات ورجالات بيروت الذين يتعاطون الشأن العام للنهوض بالمدينة ومساعدة أهلها وإنهاء مشكلة التشرذم والتشتّت والضياع وتوفير فرص بقاء أبناء بيروت في مدينتهم.
{ هل للاتحاد أهداف ومرجعية سياسية؟
- نحن لا ننتمي إلى أي جهة سياسة ولسنا ضد أي جهة سياسية، ولكن ننتمي إلى بيروت وأهلها ومقياس الانتماء إلى الاتحاد هو العطاء لبيروت، ومن أهداف الاتحاد أنْ يعود القرار السياسي لمدينة بيروت ويكون بيد أهلها.
{ كيف يتم التنسيق بين الجمعيات والفاعليات البيروتية التي يتألّف منها الاتحاد؟
- عند تأسيس الاتحاد تمَّ وضع بروتوكول لتوحيد الجمعيات والفاعليات وضمن خطوطه العريضة العمل على توحيد الرؤيا بين الجمعيات والفاعليات والشخصيات البيروتية العامة لما فيه خير ومصلحة مدينة بيروت فقط وليس لأشخاص ومصالح شخصية أو سياسية فيها وغير مرهونة لأي جهة، وتتمثّل كل جمعية بمندوب أو اثنين إضافة إلى الشخصيات، ويكون لكل اجتماع مقرّر يُلخّص المواضيع المطروحة، وما يصدر عن المجتمعين من قرارات يتم وضعها موضع التنفيذ لتحقيق مصالح بيروت، ومن ضمن البروتوكول إطلاق المواقف السياسية للمحافظة والمدافعة عن عروبة واستقلال لبنان ووجود الطائفة السنيَّة وأهل بيروت وتعزيز دور رئاسة الوزراء ودار الفتوى وجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ومرجعيات بيروت، والاتحاد يُرحّب بكل الجمعيات والساحة مفتوحة لكل جمعية تتوخّى مصلحة بيروت أولاً وأخيراً، وعلينا جميعاً أنْ نفكّر بصوت عالٍ لإيجاد القواسم المشتركة لهذه الأهداف المتعدّدة.
{ هل لك أنْ تضعنا في أجواء التقديمات التي وفّرها الاتحاد؟
- رغم أنّ الاتحاد حصل على العلم والخبر منذ شهرين، إلا أنّه والحمد لله كانت إنتاجيته وتقديماته الإنمائية زاخرة وسعيه لمواكبة ومقاربة وحل المشكلات ممتازة، وقد وضع الاتحاد أهداف وبرنامج تأسيسه موضع التنفيذ وهي:
1- تقديم المساعدات المدرسية لأهل بيروت غير السوريين لمحاربة آفة الأميّة وقد غطى الاتحاد أقساط عدد كبير من الطلاب في المدارس الرسمية.
2- تقديم مساعدات عينية للعائلات المحتاجة أكانت مادية أو غذائية، وقد قدّم الاتحاد مساعدات غذائية عبر «بونات ذكية» سهّلت المستفيد الحصول على المواد بشكل ميسّر، وكذلك وفّرت مساعدات مالية لبعض المحتاجين بتمويل من متبرّعين ومساهمين.
3- تقديم مساعدات مالية مُخصّصة للاستشفاء، وفي هذا الصدد تمّت المساهمة في علاج بعض المرضى وتسديد فواتيرهم من المستشفيات، وباشرنا بتقديم الأدوية عبر الوصفة الطبية بتمويل من أهل بيروت الخيّرين، بالإضافة إلى الأدوات والمعدات الطبية.
4- تقديم مساعدات وقروض لمشاريع تجارية استثمارية صغيرة لتشغيل اليد العاملة البيروتية، وقد أنشاءنا محل خضار وفواكه بإسم «دكان كامل»، وسيتم إنشاء عدّة محلات مشابهة في عدّة مناطق بيروتية.
{ وعلى صعيد المكننة والأنشطة الثقافية ماذا أنجز الاتحاد؟
- الاتحاد أنشاً موقع w.w.w.beirut.ngo للتعريف عن الاتحاد وشرح أهدافه ونشاطاته ولتقبّل التبرّعات وتحقيق التواصل، كما قام الاتحاد بطبع كتيّب دليل الخدمات الذي يتضمّن الجمعيات البيروتية وعناوينها وأرقام هواتفها وكذلك المراكز الطبيّة والمختبرات حتى لا يتشتّت البيروتي بالبحث عن الخدمة التي يريدها.
كما أنشأنا Group على Whatsapp إسمه «الصدقة الجارية»، وذلك لمساعدة الفقراء بشتى الإمكانيات المتاحة، وهذه الخدمة يموّلها أهل بيروت الخيرين وتقديمات هذا الموقع الذي يشرف عليه نائب الرئيس الكولونيل أحمد عضاضة يقدّم أدوية ومساعدات وأدوات طبية ويساهم في تشديد اجار منازل للمتعثرين من أبناء العاصمة.
أما على الصعيد الثقافي والتربوي والتراثي فقد أطلق الاتحاد مشروع جمع الكتب المدرسية بعد انتهاء العام الدراسي لتبادلها ما بين التلاميذ المترفّعين، وكذلك جمع الكتب التراثية لتوثيق تاريخ بيروت، وفي هذا الصدد ينتهز الاتحاد الفرصة ليشكر كل المساهمين والخيّرين الذين موّلوا كل هذه النشاطات.
وختم حاسبيني: «ملخّص أهداف الاتحاد التي يُعمل عليها الآن خمسة: التعليم - المساعدات العينية بسبب الضائقة الاقتصادية – الطبابة - إنشاء المشاريع الصغيرة في بيروت - السعي لتحسين أوضاع أبناء بيروت ومساعدتهم في التوظيف وتعزيز حقهم في وظائف الدولة والترقية.
لا شك في أنّ هناك أهداف أخرى مستقبلسة سيباشر الاتحاد بالسير بها عند تحسّن الظروف لمتابعة قضايا بيروت ومناقشة واجبات المعنيين تجاه بيروت وتعزيز التواصل مع رئيس بلدية بيروت ومحافظ المدينة، وكذلك تعزيز الجهات التمثيلية البيروتية وتوحيد الرؤية لكل مكوّنات المجتمع البيروتي.