هل هناك أجمل من أن نبدأ صباحنا برؤية أبطال البحرية ينخلون حبات التراب يد بيد مع شباب لبنان؟
عملت القوات البحرية في الجيش اللبناني نهار السبت بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية، «حملة الأزرق الكبير، وبيتنا بيتك ، وتحالف وطني، ومجموعة منتشرين» على تنظيف التسرب النفطي – مادة القطران – الذي وصل الى الرملة البيضاء في بيروت بعد رصده وبداية معالجته عند شاطىء صور والناقورة منذ حوالى الأسبوعين حيث وصل الى لبنان من ميناء أشدود جنوب تل أبيب على أثر تسرب القطران خلال تفريغ مئات الأطنان من إحدى السفن حسب ما أكّد سابقا المهندس حسن حمزة مدير محمية صور.
أدّى هذا التسرب إلى تلوث نحو 170 كيلومتراً من المياه الفلسطينية التي يحتلها العدو، ثم رُصدت البقعة النفطية عند شاطئي صور والناقورة جنوب لبنان وهدّدت الصحة العامة والثروة المائية وفقدان العديد من السلاحف البحرية.
الجمعيات البيئية تساند القوات البحرية
تجدر الإشارة الى أن الطقس العاصف وسوء الأحوال الجوية الأسبوع الفائت مع الرياح والأمواج أدّى الى كسر البقعة النفطية بقطر حوالى 4 كم، وأنّ عمل القوات البحرية في الجيش متخصص في مكافحة التلوث النفطي في أعماق البحار وباقي الأماكن قرب المرافىء، ولديهم العتاد الكامل للبحر والشاطىء الرملي والصخري.
وقد لوحظت البقع الرملية السوداء بشكل واضح على شاطىء الرملة البيضاء وهي مضرة جدا للبشرة وكذلك للحيوانات، ويتم معالجتها عن طريق غربلة التراب بالغربال مع إستعمال الرفش والأكياس والكفوف.
أمّا السيدة عفت دريس رئيسة جمعية حملة الأزرق الكبير والمتخصصة بشؤون البحر، الذين تلقوا تدريبات عديدة في لبنان وفرنسا مع الجيش لتنظيف الشاطىء من حوادث النفط، أكّدت أن علاج الرملة البيضاء مختلف عن صور كون نفايات الكوستا برافا تصل الى هناك، وجزء من هذه النفايات micro-plastic ممّا يؤدي الى صعوبة أكبر في التنظيف، وأوضحت أنه تمّ رفع طن من 600 متر طول على شاطىء الرملة البيضاء من النفط الملوث الأكبر في أكياس وضعت على شرشف بلاستيك أبيض حيث ستتولى وزارة النقل نقلها، بالإضافة الى النفايات الصلبة الملوثة، وأنّ الدكتور ميلاد فخري مدير مركز البحوث البحرية اشرف على عملية توضيب الأكياس لرفعها لاحقا من قبل الجهة المختصة التي ستتولى معالجة الملوثات، وأنّ المراقبة ستستمر لفترة.
زياد الزين ونادر عسيران ويوسف الرفاعي
وكذلك كان لقاء ممتع مع الممثل صلاح تيزاني «ابو سليم»، الذي يأتي الى الرملة البيضاء كل آخر أسبوع للتنزه والتمتع بجمال البحر وتحدث عن الإعتداءات الإسرائيلية على وطننا بشكل مستمر والمشاكل التي يتسببون بها للبنان طالبا أن يعّوضوا علينا تلك الأضرار والخسائر.
فبتوحدنا دائما جميعا خلف جيشنا الباسل الذي يدافع وينّقي حبات تراب وطننا الغالي على مساحة الوطن من كل الإعتداءات الغادرة لتلمع ذهبا، وأهمية إدراكنا وتضامننا خلفه وحده ووعينا لهذا الأمر، ننقذ لبناننا من العدو.