صح ما حذّرت منه جريدة «اللواء» في تحقيقات سابقة حول تعاظم اضرار ظاهرة «النكيشة» التي تتسبب بإقفال مطمر الجديدة نتيجة الإشكالات المتكررة وتهديد «النكيشة» لسائقي شاحنات رامكو وكذلك قيام «النكيشة» ببعثرة النفايات امام المستوعبات في شوارع بيروت، ولعل الحادثة التي وقعت الأسبوع الماضي في مطمر الجديدة والتي قضى بنتيجتها أحد النكيشة المتسلقين لشاحنة رامكو وسيطرة النكيشة بشكل كامل على المطمر وسط غياب تام للقوى الأمنية تستدعي حلاً جذرياً لهذه الظاهرة حتى لا تتكرر المأساة ويتوقف العمل وتدفع بيروت الثمن تراكماً للنفايات في شوارعها.
وقد علمت «اللواء» في وقت متأخر من الليل ان شركة «رامكو» ونتيجة عدم وجود القوى الأمنية والحرس البلدي وعودة «النكيشة» مجدداً وبأعداد كبيرة أمس بعد غيابهم يوم الأحد فقد علقت عملها نتيجة لعدم الوفاء بالوعود التي تلقتها بتوفير المطمر خالياً من النكيشة، وعليه فإن نقل النفايات واعمال الكنس والجمع توقفت بانتظار الاجتماع الذي سيعقد اليوم عند الساعة الواحدة في وزارة الداخلية لاتخاذ القرار المناسب لحل هذه المشكلة.
الأوساط البيروتية أبدت استياءها من تعاظم هذه الظاهرة متسائلة هل ستحسم الدولة وأجهزتها الأمنية أمرها لضبط الوضع أم ان «النكيشة» وداعميهم لهم الكلمة الفصل؟ محذرة ان أعمال النكش في النفايات أضحت مهنة و«النكيشة» جيش منظم له آليات ونقاط فرز وبيع ويحظى بغطاء من قوى الأمر الواقع في محيط مناطق المطمر.
وفي تفاصيل أسبوع «النكيشة» الطويل، فإنه وأثناء دخول إحدى الشاحنات التابعة لشركة رامكو لإفراغ النفايات في مطمر الجديدة تدافع النكيشة وتسلقوا الشاحنة لكي يحظوا بأكبر كمية من المواد القابلة للتدوير مما أدى إلى سقوط أحدهم قتيلاً لينقل إلى مستشفى مار يوسف ولتقوم القوى الأمنية باعتقال سائق الشاحنة ومدير عمليات شركة رامكو حيث اوقفتهما مكبلين وكأنهما مجرمين مما حدا بالشركة إلى تعليق عملها، ونتيجة لتدخل رئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والبيئة ومحافظ مدينة بيروت ورئيس المجلس البلدي والمتعهد بتأمين المواكبة والحراسة للمطمر ومنع «النكيشة» من التواجد في المطمر وبعد توقف ليوم واحد عاودت الشركة عملها الا ان «حليمة عادت لعادتها القديمة» حيث اختفت المواكبة الأمنية لتنحصر بحرس فوج مدينة بيروت ولتخفّ تدريجياً وليعاود «النكيشة» حضورهم مجدداً إلى المطمر أمس وبأعداد كبيرة مما استدعى من شركة رامكو اتخاذ القرار بالتوقف عن العمل مجدداً لحين ظهور نتائج اجتماع اليوم في وزارة الداخلية، وعليه فمشهد تراكم النفايات في شوارع بيروت وتكدس النفايات في الحاويات وفي محيطها أصبح مشهداً مألوفاً وليثبت «النكيشة» مجدداً انهم اقوى من شركة رامكو ومن الدولة واجهزتها ومن البلديات وشرطتها.