أبدت الأوساط البيروتية امتعاضها من أداء بلدية بيروت لجهة مقاربة معاناة النّاس والإحجام عن مساعدة أهل بيروت في ظل الأوضاع الصعبة التي فرضتها قرارات التعبئة وانتشار فيروس كورونا والذي أصبح داخل أكثر البيوت في العاصمة ويزهق أرواح المواطنين العاجزين عن شراء الدواء ودخول المستشفى، ووصل الأمر إلى حدّ اتخاذ العائلات المصابة بالمرض الخيار المرّ وهو الموت في المنازل، فيما بلدية بيروت تتخذ القرارات التي تبقى حبراً على ورق كمن يبحث عن «جنس الملائكة» فلا المساعدات الغذائية المقررة صرفت ووزعت ولا مشروع ترميم الأبنية وما سببه انفجار المرفأ وضع موضع التنفيذ ولا قرار لشراء الأدوية وأجهزة التنفس على السكة الصحيحة،فيما بلديات كثيرة سبقت بلدية العاصمة واشترتها ووزعتها وحتى الأفراد المتبرعين اشتروها ووفروها للمحتاجين إليها في إطار المبادرات الفردية،وكان آخرها ما أعلنته جمعية المصارف عن شراء ألف جهاز أوكسجين.
وختمت الأوساط البيروتية: أعذار المماطلة المتبعة من قبل بلدية بيروت لم تعد مقنعة وتقاذف المسؤوليات بين البلدية وديوان المحاسبة «لا يطعم الفقير خبزاً» «ولا يطبب مرضاً» وأن المطلوب أن يذهب كل المعنيين في بلدية بيروت ويقيموا معسكراً ثابتاً على باب ديوان المحاسبة لمتابعة الملفات وإنجازها ضمن الضوابط والقوانين المرعية والاجتهادات التي تسمح بتخطي المسار الإداري رحمة بالناس، وفي حال العكس فمشهد طرابلس قد يتكرر في بيروت.
من جهة أخرى وعلى صعيد القرارات التي اتخذها المجلس البلدي في جلسته الأخيرة والمتعلقة بشراء أجهزة تنفّس وأدوية، فإن لجنة المناقصات المجلسية اجتمعت قبل ظهر أمس حيث استلمت العروض المقدمة والتي بلغت (15) عرضاً لنوعية متعددة من الأجهزة وجرى الاتصال بمقدمي العروض التي تضمنت نواقص لاستكمالها وجرى الاتفاق على عرضها كاملة على جلسة المجلس البلدي المقررة يوم الاثنين المقبل والتي في حال عدم اكتمال نصابها فإن اللجوء إلى النظام المتبع التي ينص على انعقادها بنصاب الثلث لإقرارها.
أوساط بلدية اعتبرت ان الإعلان عن استدراج العروض فيه شوائب ونواقص بطريقة الإعلان جرى بطريقة غير مجدية لعدم وجود المواصفات المطلوبة التي تسهل استدراج الأجهزة بالسرعة الممكنة وتلافي الغوص في التفاصيل الفنية، أما لجهة عدم اكتمال نصاب الجلسة فأوضحت المصادر البلدية انه بسبب امتعاض الأعضاء المسيحيين الذين يشاركون أبناء بيروت معاناتهم ورؤيتهم بالاداء الغير مجدي للمجلس خصوصاً بعد انفجار المرفأ وعدم قدرة المجلس البلدي، على مواكبة محنة المتضررين.