تزايدت خلال السنوات الماضية حوادث الدهس والصدم على كورنيش المزرعة والتي أودت بحياة المواطنين العابرين تحديداً عند نقطتي تقاطع مسجد جمال عبد الناصر (التقوى) وعند مدخل ومخرج نفق البربير قبالة فلافل خليفة ورغم استبدال جسر البربير الحديدي بالنفق إلا ان حوادث الدهس لم تتوقف ولم يجد المعنيون في بلدية بيروت حلاً لهذه المأساة التي تهدد يومياً حياة المواطنين الراغبين بالانتقال إلى الجهة المقابلة أو العكس في ظل غياب جسور المشاة عن كامل شارع كورنيش المزرعة، وجادة الرئيس صائب سلام والذي يُعدّ شرياناً حيوياً في العاصمة.
فبعد تكرار حوادث الدهس المميتة والتي انتشر كثير منها على مواقع التواصل الاجتماعي وآخرها الحدث الذي تظهر فيه المرأة الممددة على الأرض والمضرّجة بدمائها بعد دهسها قبالة مسجد عبد الناصر والتي سبقتها حوادث مشابهة طالت المحامي مصطفى الأسير وجمال عبسي والدكتور في الجامعة اللبنانية من عائلة سقاية وغيرهم كثير وعلى مدى عشرات السنين، تعالت المطالبات الشعبية بضرورة حل المشكلة القائمة ونظراً لمعارضة بعض التجار لفكرة إقامة جسور مشاة، فإن البديل هو التفتيش عن حلّ لخفض سرعة السيّارات العابرة يتمثل بتثبيت مطبات دائرية مدروسة لا تلحق ضرراً بالسيّارات وتجبر السائقين على تخفيف سرعهتم وخصوصاً عند التقاطعات تلافياً لحوادث الصدم والدهس.
ولهذه الغاية تقدم عضو مجلس بلدية بيروت المهندس محمد سعيد فتحة بكتاب إلى المجلس البلدي حمل الرقم: 135/م/2021 بتاريخ 3/3/2020 يطلب فيه إنشاء ممرات محددة بشكل فني لتأمين سلامة اجتياز الطريق وضرورة اعداد دفتر شروط لتلزيم إنشاء ممرات حسب الأصول الفنية وقد أرفقها نماذج لهذه المطبات والمعتمدة عالمياً لتأمين العبور الآمن والسلس للمواطنين.
وفي هذا الصدد علمت «اللواء» ان هناك تردّدا في بلدية بيروت في إنجاز المشاريع ومنها هذا المشروع الضروري وذلك خشية إرهاق خزينة البلدية التي تعاني من قلّة المداخيل، وقد أبدت المصادر البلدية استغرابها لعدم معالجة هذه المشكلة المتعلقة بسلامة النّاس حيث في فترات سابقة تمّ إزالة السياج الحديدي من كامل وسطيات كورنيش المزرعة التي كانت إلى حدّ ما تضبط حركة المرور الذي أصبح غير محدد بنقاط وأن الحل بتثبيت مطبات مدروسة تواكبها إشارات تنبيه توجيهية يُشكّل الحل الأمثل ولا يكلف بلدية بيروت الكثير من المال، آملة أن ينفذ هذا المشروع قريباً لوضع حدّ لمسلسل سقوط الضحايا العابرين.